قَالَ الله تَعَالَى {من بعد وَصِيَّة يوصى بهَا أَو دين غير مضار} أَي غير مدْخل الضَّرَر على الْوَرَثَة وَهُوَ أَن يُوصي بدين لَيْسَ عَلَيْهِ يُرِيد بذلك ضَرَر الْوَرَثَة فَمنع الله مِنْهُ وَقَالَ الله تَعَالَى {وَصِيَّة من الله وَالله عليم حَلِيم} قَالَ ابْن عَبَّاس يُرِيد مَا أحل الله من فَرَائِضه فِي الْمِيرَاث وَمن يطع الله وَرَسُوله فِي شَأْن الْمَوَارِيث يدْخلهُ جنَّات تجْرِي من تحتهَا الْأَنْهَار خَالِدين فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْز الْعَظِيم وَمن يعْص الله وَرَسُوله قَالَ مُجَاهِد فِيمَا فرض الله من الْمَوَارِيث وَقَالَ عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس من لم يرض بقسم الله ويتعد مَا قسم الله يدْخلهُ نَارا وَقَالَ الْكَلْبِيّ يَعْنِي يكفر بقسمة الله الْمَوَارِيث وَيَتَعَدَّى حُدُوده استحلالاً يدْخلهُ نَارا خَالِدا فِيهَا وَله عَذَاب مهين وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الرجل أَو الْمَرْأَة ليعْمَل بِطَاعَة الله سِتِّينَ سنة ثمَّ يحضرهما الْمَوْت فيضاران فِي الْوَصِيَّة فَتجب لَهما النَّار) ثمَّ قَرَأَ أَبُو هُرَيْرَة هَذِه الْآيَة من بعد وَصِيَّة يوصى بهَا أَو دين غير مضار رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَجَاء عَنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ من فر بميراث وَارِث قطع الله مِيرَاثه من الْجنَّة وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام إِن الله قد أعْطى كل ذِي حق حَقه فَلَا وَصِيَّة لوَارث صَححهُ التِّرْمِذِيّ