وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر" ٣ أخرجاه. زاد مسلم "ولا نوء ولا غول" ٤.
ولهما عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل. قالوا: وما الفأل؟ قال: الكلمة الطيبة" ٥. ولأبي داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر قال:"ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أحسنها الفأل، ولا ترد مسلما؛ فإذا رأى أحدكم ما يكره
فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك" ٦.
١ سورة الأعراف آية: ١٣١. ٢ سورة يس آية: ١٩. ٣ البخاري: الطب (٥٧٥٧) , ومسلم: السلام (٢٢٢٠) , وأبو داود: الطب (٣٩١١) , وأحمد (٢/٢٦٧ ,٢/٣٢٧ ,٢/٣٩٧ ,٢/٤٢٠ ,٢/٤٣٤ ,٢/٤٨٧ ,٢/٥٠٧) . ٤ مسلم: السلام (٢٢٢٠) , وأبو داود: الطب (٣٩١٢) , وأحمد (٢/٣٩٧) . ٥ البخاري: الطب (٥٧٧٦) , ومسلم: السلام (٢٢٢٤) , والترمذي: السير (١٦١٥) , وأبو داود: الطب (٣٩١٦) , وابن ماجه: الطب (٣٥٣٧) , وأحمد (٣/١١٨ ,٣/١٣٠ ,٣/١٥٤ ,٣/١٧٣ ,٣/١٧٨ ,٣/٢٥١ ,٣/٢٧٥ ,٣/٢٧٧) . ٦ أبو داود: الطب (٣٩١٩) .
وعن ابن مسعود مرفوعا:"الطيرة شرك، الطيرة شرك، وما منا إلا ١، ولكن الله يذهبه بالتوكل" ٢ رواه أبود داود والترمذي وصححه. وجعل آخره من قول ابن مسعود. ولأحمد من حديث ابن عمرو:"من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك. قالوا: فما كفارة ذلك؟ قال: أن تقول: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك" ٣.
وله من حديث الفضل بن عباس رضي الله عنه:"إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك" ٤.
فيه مسائل:
الأولى: التنبيه على قوله: {أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ} ٥ مع قوله: {طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ} ٦.
الثانية: نفي العدوى.
الثالثة: نفي الطيرة.
الرابعة: نفي الهامة.
الخامسة: نفي الصفر.
السادسة: أن الفأل ليس من ذلك، بل مستحب.
السابعة: تفسير الفأل.
١ قال الشارح عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ: قوله وما منا إلا: قال أبو القاسم الأصبهاني والمنذري في الحديث إضمار. التقدير وما منا إلا وقد وقع في قلبه شيء من ذلك اهـ. ٢ الترمذي: السير (١٦١٤) , وأبو داود: الطب (٣٩١٠) , وابن ماجه: الطب (٣٥٣٨) , وأحمد (١/٣٨٩ ,١/٤٣٨ ,١/٤٤٠) . ٣ أحمد (٢/٢٢٠) . ٤ أحمد (١/٢١٣) . ٥ سورة الأعراف آية: ١٣١. ٦ سورة يس آية: ١٩.
الثامنة: أن الواقع في القلوب من ذلك مع كراهته لا يضر، بل يذهبه الله بالتوكل.