من جحد شيئآ من الأسماء والصفات (النوع الثاني :إنكار تأويل )

من جحد شيئآ من الأسماء والصفات (النوع الثاني :إنكار تأويل )

اللفظ / العبارة' من جحد شيئآ من الأسماء والصفات (النوع الثاني :إنكار تأويل )
متعلق اللفظ مسائل عقدية.
الحكم الشرعي بدعة
القسم المناهي العملية
Content

الثاني: إنكار تأويل، وهو أن لا ينكرها، ولكن يتأولها إلى معنى يخالف ظاهرها، وهذا نوعان:
١- أن يكون للتأويل مسوغ في اللغة العربية; فهذا لا يوجب الكفر.
٢- أن لا يكون له مسوغ في اللغة العربية; فهذا حكمه الكفر؛ لأنه إذا لم يكن له مسوغ صار في الحقيقة تكذيبا، مثل أن يقول: المراد بقوله تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} ، [القمر: من الآية١٤] ، تجري بأراضينا; فهذا كافر لأنه نفاها نفيا مطلقا، فهو مكذب.
ولو قال في قوله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} ، [المائدة: من الآية٦٤] ، المراد بيديه: السماوات والأرض; فهو كفر أيضا لأنه لا مسوغ له في اللغة العربية، ولا هو مقتضى الحقيقة الشرعية; فهو منكر ومكذب، لكن إن قال: المراد باليد النعمة أو القوة; فلا يكفر لأن اليد في اللغة تطلق بمعنى النعمة، قال الشاعر:

وكم لظلام الليل عندك من يد ... تحدث أن المانوية تكذب
فقوله: "من يد"; أي: من نعمة; لأن المانوية يقولون: إن الظلمة لا تخلق الخير، وإنما تخلق الشر.
قوله: "من الأسماء": جمع اسم، واختلف في اشتقاقه:
فقيل: من السمو، وهو الارتفاع، ووجه هذا أن المسمى يرتفع باسمه ويتبين ويظهر.
وقيل: من السمة وهي العلامة، ووجهه: أنه علامة على مسماه.
والراجح أنه مشتق من كليهما.
والمراد بالأسماء هنا: أسماء الله عز وجل، وبالصفات صفات الله عز وجل، والفرق بين الاسم والصفة أن الاسم ما تسمى به الله، والصفة ما اتصف به.

كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد ، ج:2 ص:183 / 184 .

Loading...