ما جاء في الإقسام على الله (النوع الأول)

ما جاء في الإقسام على الله (النوع الأول)

اللفظ / العبارة' ما جاء في الإقسام على الله (النوع الأول)
متعلق اللفظ مسائل عقدية.
الحكم الشرعي مباح
القسم المناهي العملية
Content

باب (٦٣) ما جاء في الإقسام على الله

عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله (: من ذا الذي يتألى عليَّ أن لا أغفر لفلان؟ إني قد غفرت له، وأحبطت عملك" ١ رواه مسلم.

وفي حديث أبي هريرة: أن القائل رجل عابد. قال أبو هريرة: "تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته".

فيه مسائل:

الأولى: التحذير من التألي على الله.

الثانية: كون النار أقرب إلى أحدنا من شراك نعله.

الثالثة: أن الجنة مثل ذلك.

الرابعة: فيه شاهد لقوله: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة ... " ٢ إلخ.

الخامسة: أن الرجل قد يغفر له بسبب هو من أكره الأمور إليه.


١ مسلم: البر والصلة والآداب (٢٦٢١) .
٢ البخاري: الرقاق (٦٤٧٧) , ومسلم: الزهد والرقائق (٢٩٨٨) , والترمذي: الزهد (٢٣١٤) , وابن ماجه: الفتن (٣٩٧٠) , وأحمد (٢/٢٣٦ ,٢/٢٩٧ ,٢/٣٣٤ ,٢/٣٥٥ ,٢/٣٧٨ ,٢/٤٠٢ ,٢/٥٣٣) , ومالك: الجامع (١٨٤٩) .

كتاب التوحيد لابن عبد الوهاب، ص:144

والقسم على الله ينقسم إلى أقسام:
الأول: أن يقسم بما أخبر الله به ورسوله من نفي أو إثبات; فهذا لا بأس به، وهذا دليل على يقينه بما أخبر الله به ورسوله، مثل: والله; ليشفعن الله نبيه في الخلق يوم القيامة، ومثل: والله; لا يغفر الله لمن أشرك به.

الثاني: أن يقسم على ربه لقوة رجائه وحسن الظن بربه; فهذا جائز لإقرار النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في قصة الربيع بنت النضر عمة أنس بن مالك رضي الله عنهما، ""حينما كسرت ثنية جارية من الأنصار، فاحتكموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالقصاص، فعرضوا عليهم الصلح، فأبوا، فقام أنس بن النضر، فقال: أتكسر ثنية الربيع؟ والله يا رسول الله لا تكسر ثنية الربيع، وهو لا يريد به رد الحكم الشرعي فقال الرسول صلى الله عليه وسلم يا أنس! كتاب الله القصاص " يعني: السن بالسن. قال: والله; لا تكسر ثنية الربيع"، وغرضه بذلك أنه لقوة ما عنده من التصميم على أن لا تكسر ولو بذل كل غال ورخيص أقسم على ذلك.
فلما عرفوا أنه مصمم ألقى الله في قلوب الأنصار العفو فعفوا; فقال النبي صلى الله عليه وسلم " إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره "١ فهو لقوة رجائه بالله وحسن ظنه أقسم على الله أن لا تكسر ثنية الربيع; فألقى الله العفو في قلوب هؤلاء الذين صمموا أمام الرسول صلى الله عليه وسلم على القصاص; فعفوا وأخذوا الأرش.
فثناء الرسول صلى الله عليه وسلم عليه شهادة بأن الرجل من عباد الله، وأن الله أبر قسمه ولين له هذه القلوب، وكيف لا وهو الذي قال: بأنه يجد ريح الجنة دون أحد، ولما استشهد وجد به بضع وثمانون ما بين ضربة بسيف أو طعنة برمح، ولم يعرفه إلا أخته ببنانه١ وهي الربيع هذه، رضي الله عن الجميع وعنا معهم.
ويدل أيضا لهذا القسم قوله صلى الله عليه وسلم "رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره

كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد ، ص:497 إلى 499 .



Loading...