ما يعتقده جميع التجانيين من أن شيخهم خاتم الأولياء وسيدهم كما أن النبي صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء.
اللفظ / العبارة'
ما يعتقده جميع التجانيين من أن شيخهم خاتم الأولياء وسيدهم كما أن النبي صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء.
متعلق اللفظ
مسائل عقدية.
الحكم الشرعي
بدعة مكفرة
القسم
المناهي العملية
Content
ما يعتقده جميع التجانيين من أن شيخهم خاتم الأولياء وسيدهم كما أن النبي صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وسيدهم وبالله التوفيق وبه أستعين ومنه أستمد العلم والتحقيق ما مرادك بالأولياء؟ .
قال ابن منظور في لسان العرب في أسماء الله تعالى: الولي الناصر وقيل المتولي لأمور العالم والخلائق القائم بها. ومن أسمائه عز وجل الولي هو مالك الأشياء جميعها المتصرف فيها ثم قال: الولاية على الإيمان واجبة، المؤمنون بعضهم أولياء بعض ولي بين الولاية ووال بين الولاية والوالي ولي اليتيم الذي يلي ويقوم بكفايته وولي امرأة الذي يلي عقد النكاح عليها ولا يدعها تستبد بعقد النكاح دونه ثم الولي والمولى واحد في كلام العرب. وروى ابن سلام عن يونس قال المولى له مواضع في كلام العرب منها المولى في الدين وهو الولي وذلك قوله تعالى:{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ} أي لا ولي لهم ومنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كنت مولاه فعلي مولاه) أي: من كنت وليه قال وقوله عليه السلام مزينة وجهينة وأسلم وغفار موالي الله ورسوله أي أولياء الله. اهـ
وقال الحافظ ابن كثير في تفسير قوله تعالى في سورة يونس آية ٦٢ و ٦٣: {أَلَا إِن أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (٦٣) } يخبر تعالى أن أولياءه هم الذين آمنوا وكانوا يتقون، فكل من كان تقيا كان لله وليا، لَا {خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} أي فيما يستقبلونه من أهوال الآخرة.
وَلَا {هُمْ يَحْزَنُونَ} على ما وراءهم في الدنيا وقال عبد الله بن مسعود وابن عباس وغير واحد من السلف: أولياء الله الذين إذا رؤوا ذُكر الله، وقد ورد هذا في حديث مرفوع كما قال البزار بسنده إلى ابن عباس قال قَال رجل يا رسول الله من أولياء الله؟ قال:(الذين إذا رؤوا ذُكر الله) ثم قال البزار وقد روي عن سعيد مرسلا.
وقال ابن جرير بسنده إلى أبي هريرة رضي الله عنه قال قَال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن من عباد الله عبادا يغبطهم الأنبياء والشهداء) قيل من هم يا رسول الله لعنا نحبهم قال: (هم قوم تحابوا في الله من غير أموال ولا أنساب وجوههم نور على منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس) ثم قرأ: {أَلَّا إِن أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢) } ورواه أبو داود أيضا بسنده عن عمر بن الخطاب بسند جيد إلا أنه منقطع اهـ.
وفي تفسير الجلالين ما نصه: {أَلَّا إِن أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢) } في الآخرة هم {الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (٦٣) } الله بامتثال أمره ونهيه اهـ.
وقال البيضاوي: أولياء الله الذين يتولونه بالطاعة ويتولاهم بالكرامة اهـ.
ونقل الجمل في حاشيته عن الشهاب ما نصه الولي ضد العدو فهو المحب ومحبة العباد لله طاعتهم له ومحبته لهم إكرامه إياهم كما في شرح الكشاف. اهـ.
قال محمد تقي الدين الهلالي محبة العباد لله تعالى ومحبة الله للعباد كلتاهما حقيقة ولا داعي لتأويل محبته العباد بالطاعة ولا تأويل محبة الله لعباده بإكرامهم، وإنما يؤول محبة الله بإكرامه نفاة الصفات لزعمهم أن الحب ميل وحرارة يجدها المحب في قلبه لما أحب قالوا وذلك محال على الله تعالى لأن فيه تشبيها لله بخلقه وأجاب المثبتون للصفات المتبعون للسلف الصالح والتابعين من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين أن محبة الله [نظرة تمحيص في هذه النقول]
في هذه النقول مسائل ينبغي التنبيه عليها:
الأولى: قول البيضاوي أولياء الله الذين يتولونه بالطاعة ويتولاهم بالكرامة إن كابن يريد بالكرامة أنه يكرمهم في الدنيا بتوفيقه وتأييده ولطفه وفضله وإحسانه وكثرة نعمه الحسية والمعنوية فهو صحيح وإن كان يريد بالكرامة ما اصطلح عليه المتكلمون أنه خرق العادة فهو غير صحيح لأن العادة تخرق للمحق والمبطل وللساحر والكاهن (والدجال الأصغر والأكبر) وللكفار، فإن قلت قوله تولوا الله بالطاعة يخرج من ذكرت أقواله لا يشترط في الوالي أن تجري على يديه خوارق العادة كما يريد المتأخرون أن يفهموه فإن اكثر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ترو عنهم خوارق مع أنهم أفضل أولياء الله وقد نقل غير واحد من المتصوفة عن الجنيد رحمه الله أنه قال إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء أو يطير في الهواء فلا تعتبروا ذلك شيئا حتى تعرضوا أقواله وأعماله على الكتاب والسنة فإن كانت موافقة فظُنوا به خيرا، وإن كانت مخالفة فظُنوا به شرا، ونقلوا عنه أيضا أنه قال: الاستقامة أفضل من ألف كرامة فإن الله لم يجعل لأوليائه علامة إلا الأيمان والتقوى.
الثانية: قول أبى بكر الأصم: (إن ولي الله لا يرى بقلبه غير الله) إن كان يريد بذلك أنه لا يرى أن أحدا يستحق العبادة غير الله فلا يرى أن هناك ربا غير الله ولا معطيا ولا مانعا ولا خافظا ولا رافعا ولا محييا ولا مميتا ولا متصرفا على الحقيقة في الدنيا والآخرة إلا الله فكلامه حق، وإن كان يريد أن الولي لا يرى وجودا إلا الله كما يقول أصحاب وحدة الوجود فهو باطل وهؤلاء زنادقة أخذوا هذه العقيدة الفاسدة المناقضة للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة من فلاسفة الهند واليونانيين وذلك خلاف ما جاءت به أنبياء الله وكتب الله تعالى، ومن أقوالهم الباطلة، أعني أصحاب وحدة الوجود (من حد فقد ألحد) يعني من رأى هنالك ربا ومربوبا وعابدا ومعبودا وخالقا ومخلوقا فقد الحد وضل، لأن الوجود عندهم واحد، فتوحيده من تحصيل الحاصل وابن عربي الحاتمي الذي تقدم ذكره في كلام صاحب الرماح من مشاهير المعتقدين وحدة الوجود، وفي ذلك يقول في الفتوحات:
العبد رب والرب عبد ... يا ليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك حق ... أو قلت رب أنَّ يكلف
ويقول في الفتوحات إن الذين عبدوا العجل ما عبدوا غير الله وكذلك عبد الكريم الجيلي في كتابه (الإنسان الكامل) وابن الفارض في ديوانه وهذه العقيدة مقدسة في كتب التجانيين فنعوذ بالله من الضلال، ولله در الإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني إذ يقول في داليته:
وأكفر أهل الأرض من ظن أنه ... إله تعالى الله جل عن الند (١)
وعسى أبو بكر الأصم أن يكون لم يرد هذا المعنى.
الثالثة: قول المتكلمين ولي الله من كان آتيا بالاعتقاد الصحيح المبني على الدليل.
الظاهر أن المتكلمين يريدون بالدليل: الدليل الذي يسمونه عقليا كدلائل المعتزلة والمتأخرين من الأشعرية فإنهم يزعمون أن من عرف الله تعالى بالدليل النقلي من الكتاب والسنة هو مقلد وقد اختلفوا في إيمان المقلد على ثلاثة أقوال، الأول أنه كافر لا إيمان له والثاني مؤمن عاص، والثالث أنه مؤمن غير عاص بتقليد، وهذا من أعظم ضلالهم فإن الصحابة رضوان الله عليهم والسلف الصالح من التابعين والأئمة المجتهدين لم يقتصروا على طرح علم الكلام ونبذه، بل حرموه وجعلوه من أكبر الكبائر.
قال ابن عبد البر في كتاب "جامع بيان العلم وفضله" ما نصه: قال يونس بن عبد الأعلى سمعت الشافعي يوم ناظره حفص الفرد قال لي يا أبا موسى لأن يلقى الله عز وجل الفرد بكل ذنب ما خلا الشرك خير من أن يلقاه بشيء من الكلام لقد سمعت من حفص كلاما لا أقدر أن أحكيه وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله إنه لا يفلح صاحب كلام أبدا تكاد ترى أحدا نظر في الكلام إلا وفي قلبه دغل وقال مالك أرأيت إن جاء من هو أجدل منه أيدع دينه كل يوم لدين جديد اهـ.
ونُقل مثل ذلك عن أبى حنيفة وسائر أئمة السلف قال أبو عمر أجمع أهل العلم من الأمصار:أن أهل الكلام أهل بدع وزيغ وضلال ولا يعدون عند الجميع في جميع الأمصار في طبقات العلماء، وإنما العلماء أهل الأثر والتفقه فيه ويتفاضلون فيه بالإتقان والميز والفهم. ثم روى أبو عمر بسنده إلى أبى خويز منداد البصري المالكي قال في كتاب الإجارات من كتابه الخلاف قال مالك لا تجوز الإجارات في شيء من كتب الأهواء والبدع عند أصحابنا هي كتب أصحاب الكلام من المعتزلة وغيرهم وتفسخ الإجارة في ذلك قال وكذلك كتب القضاء بالنجوم وعزايم الجن وما أشبه ذلك وقال في كتاب الشهادات في تأويل قول مالك لا تجوز شهادة أهل البدع وأهل الأهواء قال أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل كلام فكل متكلم من أهل الأهواء والبدع أشعريا كان أو غير أشعري ولا تقبل له شهادته في الإسلام أبدا ويهجر ويؤدب على بدعته فإن تمادى عليها استتيب منها. انتهى بلفظه.
الرابعة: قول القشيري: "من شرط الولي أن يكون محفوظا كما من شرط النبي أن يكون معصوما "أقول لقد أخطأ القشيري خطأ فاحشا في هذا ولا فرق في المعنى بين قولنا محفوظ وقولنا معصوم فقد أراد أن يثبت العصمة لمن يسميهم أولياء فأبدل لفظا بلفظ والعبرة ليست بالألفاظ وإنما هي بالمعاني ولو قال أن المؤمن في وقت ارتكابه للمعصية ينقص إيمانه وتنقص ولايته لله، لأن ولاية العبد لله تكون على قدر إيمانه وتقواه لأصاب، فماذا يقول في الصحابة الذين ارتكبوا كبائر كماعز والغامدية والصحابي الذي كان يسمى حمارا وكان يُضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد شرب الخمر فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإقامة الحد عليه فسبه أحد الحاضرين فنهاه النبي- صلى الله عليه وسلم - عن ذلك وشهد له بأنه يحب الله ورسوله ألم يكن هؤلاء أولياء الله حين ارتكبوا تلك المعاصي ولم يصروا عليها وقد أخبر الله تعالى في كتابه العزيز أن الجنة: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (١٣٣) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٣٤) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (١٣٥) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (١٣٦) } سورة آل عمران آية ١٣٤، ١٣٥، ١٣٦، وخلاصة القول أن كل مؤمن ولي الله وكل كافر عدو لله ومن لم يكن ولي الله فهو عدو الله قال الله تعالى في أول سورة التغابن {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} وقال تعالى في أول سورة الممتحنة: {يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} وقال تعالى في سورة البقرة: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(٢٥٧)} .
فأنت ترى أن الله قسم الناس فجعلهم قسمين أحدهما: المؤمنون، الله وليهم، والقسم الثاني كفار وهم أعداء الله فولاية الله لا تزول عن المؤمن بوجه من الوجوه ولو ارتكب المعاصي إلا إذا كفر بالله كفرا حقيقيا يخرجه من الإسلام ولا يمكن أن يكون لأولياء الله خاتم أبدا ولو كان لهم خاتم لكان هو آخر مؤمن على وجه الأرض قبل قيام الساعة فإنها لا تقوم إلا على شرار الخلق وإلا على لكع بن لكع ولا تقوم حتى لا يقال على الأرض الله اللهُ كما جاء في الأخبار الصحيحة، هذا إذا كان يريد بقوله خاتم الأولياء الحقيقية كما هو مقتضى تشبيهه بخاتم الأنبياء فإن خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم ختمهم حقيقة فلا نبي بعده البتة ولكن التجانيين يتلطفون لينقدوا أنفسهم من المأزق فيقولون حين يشعرون بأن خصومهم يريدون أن يلزموهم بما ذكرناه فيقولون: إن شيخهم ليس خاتما للأولياء على الحقيقة كما أن النبي صلى الله عليه وسلم خاتما للأنبياء ولكنه خاتم لمقاماتهم ومراتبهم العالية وهذه مغالطة وتمويه على الناس لأن هناك فرقا وبونا شاسعا بين خاتم الأولياء وخاتم مقامات الأولياء وإذا وصلنا معهم إلى أن يسلموا بأن شيخهم ليس خاتما للأولياء حقيقة وإنما هو خاتم لمقامتهم ومنازلهم عند الله ومراتبهم ولا بد أن يسلموا بذلك نقول لهم حجرتم واسعا وجئتم بطامة عظيمة لا دليل لكم عليها شرعي ولا عقلي {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ} ومن أين لكم أنه لا يجيء بعد شيخكم من هو أعلى منه مقاما وأسمى منزلة عند الله فإن
قالوا إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك شيخهم والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهواء نقول لهم: إن إجماع الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين، أجمعوا على أن الأدلة الشرعية التي يثبت بها الحكم محدودة، وهي الكتاب والسنة والإجماع والقياس عند الضرورة على خلاف فيه ما لم يخالف النص فإن خالفه فهو لغو وادعاؤكم أن شيخكم سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم خارج عن الأدلة الشرعية، وقد قال الله تعال في سورة النساء آية ١١٥ {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (١١٥) } وقال الله تعالى في سورة التوبة آية ١٠٠: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٠٠) } قال أهل العلم واتِّباعهم بإحسان يقتضي ترك الزيادة والنقصان في دين الله فإن من زاد في الدين شيئا أو نقص منه شيئا لم يكن متبعا لهم بإحسان فهو متعرض لسخط الله وبرئ من نيل الرضوان ويقال لهم: ماذا تقولون في ادعائكم أن شيخكم خاتم الأولياء أهو من دين الإسلام أم خارج عنه؟ فإن قلتم: هو من دين الإسلام! قلنا لكم قال الله تعالى في سورة المائدة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}آية ٣ قال الشاطبي في" الاعتصام"قال مالك: من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمد خان الرسالة لأني سمعت الله يقول اليوم أكملت لكم دينكم وما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا انتهى. فاعتقادكم أن شيخكم خاتم الأولياء لم
يكن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم دينا فلن يكون دينا أبدا بل هو بدعة ضلالة وطريقتكم نفسها كسائر الطرائق بدعة ضلالة فتوبوا إلى الله وانبذوها نبذ النوى ولا تتبعوا الهوى فيضلكم عن سبيل الله.
ونهج سبيلي واضح لمن اهتدى ... ولكنها الأهواء عمت فأعمت
لعمري لقد نبهت من كان نائما ... وأسمعت من كانت له أذنان