تفضيل القطب الذي فتح عليه على جنس الصاحبة الذين لم يفتح عليهم.

تفضيل القطب الذي فتح عليه على جنس الصاحبة الذين لم يفتح عليهم.

اللفظ / العبارة' تفضيل القطب الذي فتح عليه على جنس الصاحبة الذين لم يفتح عليهم.
متعلق اللفظ مسائل عقدية.
الحكم الشرعي باطل لا أصل له
القسم المناهي العملية
Content

في جوهر المعاني وسألته (يعني أحمد التجاني) عن تفضيل الصحابي الذي لم يفتح عليه وعن القطب من غير الصحابة، فأجاب بقوله اختلف الناس في تفضيل الصحابي الذي لم يفتح عليه على القطب من غير الصحابة فذهبت طائفة على تفضيل الصحابي الذي لم يفتح عليه على القطب من غير الصحابة وذهبت طائفة إلى تفضيل القطب والراجح تفضيل الصحابي على القطب بشاهد قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله اصطفى أصحابي على سائر العالمين سوى النبيين والمرسلين، وقوله صلى الله عليه وسلم: (لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهب ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم الحديث) انتهى باختصار.

قال محمد تقي الدين الهلالي هذا السؤال وجوابه من أعجب العجب والله المستعان على ما يصفون السؤال فاسد وجوابه أفسد منه فما معنى هذا الفتح الذي يحرم منه لصحابة ويناله

غيرهم؟ والحديث الذي جاء في الجواب حجة على فساد السؤال والجواب، أخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي سعيد الخدري قال النبي صلى الله علية وسلم: (لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) وقال تعالى بعد ذكر السابقين منهم واللاحقين {وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} وأن القول بأن الصحابي كيفما كانت مرتبته من السابقين الأولين أو اللاحقين وكلا وعد الله الحسنى يجوز أن لا يفتح عليه والقطب الذي يأتي بعد زمن الصحابة وبعد القرون المفضلة يأتي في الأزمنة المذمومة على لسان النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى يُفتح عليه تنقص ومسبَّة للصحابة وما هو هذا الفتح يا ترى؟ فإن كان معرفة الله تعالى ونيل مراتب الإحسان العالية ومقامات المراقبة السامية فكيف يتفق هذا القول مع تعظيم الصحابة فكل فتح يُحرم منه الصحابيُّ ويناله شخص وُجد بعد القرون المفضلة فهو فتح شيطاني ووساوس وضلالات نعوذ بالله منها وقد تقدم الكلام في القطب وهو أنه لا وجود له كل الغول والعنقاء، كما قال الشاعر:

ولقد خبرت بني الزمان فلم أجد

فيهم جميع من أود وأصطفي

فعلمت أن المستحيل ثلاثة

الغول والعنقاء والخل الوفي

ومن ترك الكتاب والسنة وابتغى الهدى في غير كتاب الله أضله الله تعالى فلا غرابة إذا رأينا التجانيين يتناقضون فيما نقلوه عن شيخهم واعتقدوه من تفضيل الصحابة على غيرهم وعدم دخولهم في تلقي المدد الذي اخترعوه ونسبوه إلى دين الله تعالى وهو تخيلات وأوهام.

أمور يضحك السفهاء منها

ويبكي من عواقبها اللبيب

فالحمد لله الذي عافانا من هذا الهوس وأخرجنا من الظلمات إلى النور نسأله أن يديم علينا نعمة الإسلام واتباع كتابه ورسوله عليه الصلاة والسلام.

الهدية الهادية إلى الطائفة ،ص:57إلى 59.

Loading...