بَاب ثَوَاب سقى المَاء فِيهِ عَنْ أَنَس وَعَائِشَة: فَأَما حَدِيث أَنَس فأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبد الله الْمَحَامِلِيُّ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِخَطِّ يَدِهِ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ الصفارح.
وأنبأنا عبد الرحمن أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدَّبُ أَنبأَنَا أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن الْحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُجَاشِعٍ الْخُتَّلِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ بَيَانٍ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَقَى الْمَاءَ فِي مَوْضِعٍ يُقْدَرُ عَلَى الْمَاءِ فَلَهُ بِكُلِّ شَرْبَةٍ يَشْرَبُهَا بَرًّا كَانَ أَوْ فَاجِرًا عَشْرُ حَسَنَاتٍ تُكْتَبُ لَهُ وَعَشْرُ دَرَجَاتٍ تُرْفَعُ لَهُ وَعَشْرُ سَيِّئَاتٍ تُحَطُّ عَنْهُ، وَإِنَّ شَرْبَةَ الْعَطْشَانِ تُعْتِقُ نَسَمَةً وَإِنَّ شَرْبَةَ الْعَطْشَانِ الَّذِي قَدْ هَجَمَ عَلَى الْمَوِت تُعْتِقُ سِتِّينَ نَسَمَةً، وَمَنْ سَقَا الْمَاءَ فِي مَوْضِعٍ لَا يقدر على المَاء فَكَأَنَّمَا أحيى النَّاسَ جَمِيعًا.
قلت: وَمَا أحيى النَّاس جَمِيعًا.
قَالَ: أَلَيْسَ إِذَا أَحييت نفسا فثوابك الْجَنَّة فَكَذَا من أحيى النَّاس جَمِيعًا فثوابه الْجنَّة " لفظ المحاملى.
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَقْبُرِيُّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى أَنبأَنَا عبد الله بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ سَقَى مُسْلِمًا شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ فِي مَوْضِعٍ يُوجَدُ فِيهِ الْمَاءُ فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ رَقَبَةً، فَإِنْ سَقَاهُ فِي مَوْضِعٍ لَا يُوجَدُ فِيهِ الْمَاءُ فَكَأَنَّمَا أَحْيَا نَسَمَةً مُؤْمِنَةً ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الأَهْوَازِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ قُرَّةَ أَخْبَرَنِي عَمِّي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ سَقَى مَاءً حَيْثُ يُوجَدُ الْمَاءُ فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ نَسَمَةً وَمَنْ سَقَى مَاءً حَيْثُ لَا يُقْدَرُ عَلَى الْمَاءِ فَكَأَنَّمَا أَحْيَا نَفْسًا " هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
أما حَدِيث أَنَس فالمتهم بِهِ صَالِح بْن بَيَان.
قَالَ الدَّارقطني: هُوَ مَتْرُوك.
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
قَالَ: وَهَذَا الحَدِيث كذب مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فالوهم فِيهِ من الْحَسَن بْن أَبِي جَعْفَر فَإِنَّهُ كَانَ يخلط فِي الْأَحَادِيث.
تَركه أَحْمَد وَقَالَ: لَيْسَ بشئ.
ثُمَّ عَلِيّ بْن زَيْد أَوْهَى مِنْهُ.
الموضوعات،ج:2،ص:169ـ170.