فِي الْبدع الَّتِي قبل تَكْبِيرَة الْإِحْرَام وَفِي دَاخل الصَّلَاة

فِي الْبدع الَّتِي قبل تَكْبِيرَة الْإِحْرَام وَفِي دَاخل الصَّلَاة

اللفظ / العبارة' فِي الْبدع الَّتِي قبل تَكْبِيرَة الْإِحْرَام وَفِي دَاخل الصَّلَاة
متعلق اللفظ مسألة فقهية / عقدية
الحكم الشرعي بدعة
القسم المناهي العملية
Content

من الْبدع والضلالات قَوْلهم عِنْد صَلَاة رَكْعَتي الْفجْر: سُبْحَانَ من صبح الاصباح، سُبْحَانَ من طير الْجنَاح. سُبْحَانَ من شأ الْفجْر ولاح. وَكَذَا قَوْلهم سُبْحَانَ الأبدي الْأَبَد، سُبْحَانَ من رفع السَّمَاء بِغَيْر عمد الخ: وَكَذَا قَول بعض أَرْبَاب العمائم الغليظة، والأكمام الواسعة، المتعالمين المتصوفين، عِنْد صَلَاة رَكْعَتي الْفجْر: سُبْحَانَ من تعزز بالعظمة، سُبْحَانَ من تردى بالكبرياء الخ. وَكَذَا قَوْلهم أَيْضا: (بحأ الْحسن وَأَبِيهِ، وجده وأخيه، تكفينا شَرّ دا الْيَوْم وَمَا يتأتىَّ فِيهِ) . كل هَذَا وَمَا شاكله جهالات وضلالات، وغفلات عَن الْموصل إِلَى رضوَان رب البريات، أَلا وَهُوَ الْمَشْرُوع على لِسَان سيد الْمَخْلُوقَات [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] . (وتهليلهم) ثَلَاثًا جمَاعَة بِصَوْت مُرْتَفع مَمْدُود بعد رَكْعَتي الْفجْر بِدعَة (وَالسّنة) الِاضْطِجَاع قَلِيلا بعد رَكْعَتي الْفجْر، وَقبل صَلَاة الصُّبْح، وَهُوَ ثَابت فِي البُخَارِيّ، وَفِي كتاب ابْن السّني عَن وَالِد أبي الْمليح: " أَنه صلى الْفجْر وَأَن رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ، صلى قَرِيبا مِنْهُ رَكْعَتَيْنِ خفيفتين. قَالَ: ثمَّ سمعته يَقُول وَهُوَ جَالس: اللَّهُمَّ رب جِبْرِيل وَمِيكَائِيل وإسرافيل وَمُحَمّد نَعُوذ بك من النَّار ". وَفِي لفظ " وَمُحَمّد النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] أعوذ بك من النَّار " ورمز لَهُ فِي الْجَامِع برمز الطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ، وَلَكِن قَالَ شَارِحه الْمَنَاوِيّ: وَفِي مُسْنده مَجَاهِيل. وَقَوْلهمْ عِنْد صَلَاة النَّافِلَة: النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ، نَوَيْت أُصَلِّي كَذَا جهل وبدعة، وَقَوْلهمْ عِنْد صَلَاة شفع الْعشَاء: الشَّفَاعَة يَا رَسُول الله، وَعند الْوتر سُبْحَانَ الْوَاحِد الْأَحَد، جهل وبدعة، وَقد كَانَ [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] " يفْتَتح الصَّلَاة بِالتَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَة بِالْحَمْد لله رب الْعَالمين " رَوَاهُ مُسلم. وَقَالَ للأعرابي: " إِذا قُمْت إِلَى الصَّلَاة فَكبر " رَوَاهُ الشَّيْخَانِ فالزائد على الْمَشْرُوع مَرْدُود لحَدِيث: " من عمل عملا لَيْسَ عَلَيْهِ أمرنَا فَهُوَ رد " وبدعة ضَلَالَة صَاحبهَا فِي النَّار (والتلفظ) بِالنِّيَّةِ بِدعَة. وَقَوْلهمْ أُصَلِّي وَأَتَوَكَّل بِاللَّه بِدعَة (والجهر والتشويش) بتكبيرة الْإِحْرَام بِدعَة (وتمطيط) تَكْبِيرَة الْإِحْرَام كَقَوْل بعض ذَوي الشُّرُوح والحواشي من متأخري الْمُتَأَخِّرين الَّذين لَا يعول على أَقْوَالهم فِي الدّين: وَيكبر مَادًّا صَوته بِالتَّكْبِيرِ إِلَى ثنتى عشرَة حَرَكَة، ويستحضر وقتئذ جَمِيع فَرَائض الصَّلَاة وسننها ومستحباتها وهيئاتها إِلَخ، بدع من القَوْل وزور، وضلال وإضلال، وبهتان وغرور، {إِن الَّذين يفترون على الله الْكَذِب لَا يفلحون} ، {وَمن أظلم مِمَّن افترى على الله الْكَذِب وَهُوَ يدعى إِلَى الْإِسْلَام} ، (وَترك الْمَالِكِيَّة) لقِرَاءَة دُعَاء الاستفتاح اعتقاداً بِأَنَّهُ مَكْرُوه عِنْدهم حرمَان عَظِيم، وَجَهل كَبِير وبدعة.

(وَالْعجب يَا أخي) من أَصْحَاب التصانيف من متأخري الْمَالِكِيَّة حَيْثُ يَقُولُونَ فِيهَا بِكَرَاهَة دُعَاء الاستفتاح مَعَ أَنَّهَا وَاجِبَة عِنْد الشَّافِعِي وَأبي حنيفَة وَلَكِن لَا عجب، فَإِنَّهُم عَن كتب السّنة مبعدون، بل وَعَن الْقِرَاءَة فِيهَا لتلاميذهم ينهون، بِحجَّة أَنهم مقلدون، لَا مجتهدون، أَو لَيْسُوا لَهَا أَهلا، فبئس مَا يصنعون، إِنَّهُم قوم يجهلون، وَهَذَا الَّذِي يَقُولُونَ بكراهته مَرْوِيّ من عدَّة وُجُوه صَحِيحَة. 

كتاب السنن والمبتدعات ، ص52 إلى 55.

Loading...