بَاب فِي الديك الْأَبْيَض فِيهِ عَنْ أَنَس وأبى هُرَيْرَة وأبى زَيْد: فَأَما حَدِيث أَنَس: أَنْبَأَنَا عَلَيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُوَحِّدُ أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحسن بن عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ
الاسد لباذى أَنبأَنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَرَحٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَنْبَسَةَ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من اتَّخَذَ دِيكًا أَبْيَضَ فِي دَارِهِ لم يقربهُ الشَّيْطَان وَلَا السَّحَرَة ".
وَأما حَدِيث أَبى هُرَيْرَة: فروى عبد الله بْنُ جَعْفَرٍ أَبُو عَلَيٍّ الْمَدِينِيُّ عَن سُهَيْل ابْن أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الدِّيكُ الأَبْيَضُ صَدِيقِي وَصَدِيقُ صَدِيقِي و - عد -[عدوه] عدوى ".
وَأما حَدِيث أَبِي زَيْد: فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ عَنْ عبد الله بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقُرَشِيِّ عَنْ أَبِي زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الدِّيكُ الأَبْيَضُ صَدِيقِي وَصَدِيقُ صديقى وعدو عدوالله " وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَيِّتُهُ مَعَهُ فِي الْبَيْتِ.
وَقَدْ رَوَى لنا هَذَا الحَدِيث مَقْطُوعًا.
فأنبأنا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُورِ أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو رَوْحٍ الْبَلَدِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الدِّيكُ الأَبْيَضُ صَدِيقِي وَعَدُوُّ عَدُّوِ اللَّهِ، يَحْرُسُ دَارَ صَاحِبِهِ وَسَبْعَ - أَدُرْ -[دُورٍ] كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَيِّتُهُ مَعَهُ فِي الْبَيْتِ ".
هَذِه الْأَحَادِيث لَيْسَ فِيهَا شئ صَحِيح.
أما الطَّرِيق الأَوَّل فَإِن يَحْيَى بْن عَنْبَسَة كَذَّاب، وَقَدْ سبق الْجرْح فِيهِ فِي مَوَاضِع.
وَقَالَ ابْن حبَان: هُوَ دجال يضع الْحَدِيث لَا يحل الرِّوَايَة عَنْهُ.
وَأَمَّا الثَّانِي فَإِن أَبَا عَلِي بْن الْمَدِينِيّ قَالَ فِيهِ يحيى بن معِين: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك.
وَأَمَّا الثَّالِث فَقَالَ يحيى: عبد الله بن عبد الْعَزِيز لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ ابْن حبَان: اخْتَلَط بِآخِرهِ، فَكَانَ يقلب الْأَسَانِيد وَلَا يعلم وَيرْفَع الْمَرَاسِيل فَاسْتحقَّ التّرْك.
وَأَمَّا مُحَمَّد بْن مهَاجر فَقَالَ ابْن حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى الثقاة.
وَقَدْ روى حَدِيث أَبِي زَيْد أَبُو بَكْر الْخَطِيب من طَرِيق أَيُّوب بْن عتبَة ثُمَّ ضعف أَيُّوب وَقَالَ لَا يَصح متن هَذَا الْحَدِيث وَلَا إِسْنَاده.
وَأَمَّا حَدِيث خَالِد بْن معدان فمقطوع، وَفِيهِ طَلْحَة بْن زَيْد، قَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث، وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِخَبَرِهِ.
الموضوعات،ج:3،ص:5.