كتاب ذكر الْمَوْت
بَاب أجر من مَاتَ مَرِيضا أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ أَحْمَدَ الْخُرَاسَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقُ أَنْبَأَنَا ابْنُ جَرِيجٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي عَطَاءٍ عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ عَنْ أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من مَاتَ مَرِيضًا مَاتَ شَهِيدًا وَوُقِيَ فِتَانُ الْقَبْرِ وَعَدَى عَلَيْهِ وَرَبِحَ بِرِزْقِهِ مِنَ الْجَنَّةِ ".
طَرِيقٌ آخَرُ: أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحَرِيرِيُّ أَنْبَأَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
زَنْجَوَيْهِ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ وَاللَفْظُ لَهُ قَالا حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ مُوسَى فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً.
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدٍ قَالُوا حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ طَلْحَةَ الْيَرْبُوعِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الْقَدَّاحِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ مَرِيضًا مَاتَ شَهِيدًا وَوُقِيَ فِتَانُ الْقَبْرِ وَعَدَى عَلَيْهِ بِرِزْقِهِ مِنَ الْجَنَّةِ بُكْرَةً وَعِشِيًّا ".
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ السَّمَرْقَنْدِيُّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ السَّهْمِي أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُنِيرٍ الطَّبَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَكَّائِيُّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عُلَيَّةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي اللَّيْثِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " من مَاتَ مَرِيضًا مَاتَ شَهِيدًا ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح، ومدار الطّرق عَلَى إِبْرَاهِيم وَهُوَ ابْن أَبِي نجيح، وَقَدْ كَانُوا يدلسونه لِأَنَّهُ لَيْسَ بِثِقَة.
وَكَانَ ابْن جريج يَقُول: إِبْرَاهِيم بْن أَبِي عَطَاء، وَتارَة يَقُول: إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَطَاء، وَتارَة يَقُول حَدَّثَنَا أَبُو الذيب، وَكَانَ يَحْيَى بْن آدم يَقُول حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن أَبِي يَحْيَى المدنى.
وَكَانَ الْوَاقِدِيّ يَقُول حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق بْن مُحَمَّد وَرُبمَا قَالَ إِسْحَاق بْن إِدْرِيس.
وَكَانَ مَرْوَان بْن مُعَاوِيَة يَقُول عَبْد الْوَهَّاب المغربي إِلَى غَيْر ذَلِكَ، وَهَذَا الرجل هُوَ إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي يَحْيَى الْأَسْلَمِيّ وَاسم أَبِي يَحْيَى سرحان.
قَالَ مَالِك: وَيَحْيَى ابْن سَعِيد وَابْن معِين: هُوَ كَذَّاب.
وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: قَدْ ترك النَّاس حَدِيثه.
وَقَالَ الدَّارقطني: هُوَ مَتْرُوك.
وَأَمَّا الطَّرِيق الثَّالِث: فَأَبُو الذيب هُوَ إِبْرَاهِيم أَيْضًا، وَإِنَّمَا كنوه بِهَذَا ليخفى، وَقَدْ أسقط دَاوُد مُوسَى بْن وردان، وَدَاوُد لَيْسَ بشئ أصلا وَلَا هَذَا الْحَدِيث.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: إِنَّمَا هُوَ من مَاتَ مرابطا، وَلَيْسَ هَذَا الحَدِيث بشئ.
وَقَدْ أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا ابْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَكِينَةَ الْحَلَبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي يَحْيَى يَقُولُ: حدثت ابْن جريج بِهَذَا الْحَدِيث من مَاتَ مرابطا، فَرَوَى عَنى: من مَاتَ مَرِيضا، وَمَا هَكَذَا حدثته.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: ابْن جريج هُوَ الصَّادِق.
بَاب الْفِرَار من الْمَوْت أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمَّارُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ أَبُو مَالِكٍ صَاحِبُ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وُلِدَ لِسُلَيْمَانُ ابْنٌ فَقَالَ لِلشَّيْطَانُ: أَيْنَ أُدَارِيهِ من الْمَوْت؟
قَالُوا: يُذْهَبُ بِهِ إِلَى تُخُومِ الأَرْضِ.
قَالَ: يَصِلُ إِلَيْهِ الْمَوْتُ.
قَالُوا: قَعْرِ الْبَحْرِ.
قَالُوا: يُذْهَبُ بِهِ إِلَى الْغَرْبِ.
قَالُوا: فَإِلَى الشَّرْقِ.
قَالُوا: فَنَصْعَدُ بِهِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ.
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: فَصَعَدُوا بِهِ، وَنَزَلَ مَلَكُ الْمَوْتِ فَقَالَ: يَا ابْنَ دَاوُدَ إِنِّي أُمِرْتُ بِقَبْضِ النَّسَمَةِ، وَطَلَبْتُهَا فِي الْبَحْرِ فَلَمْ أُصِبْهَا، وَطَلَبْتُهَا فِي الأَرْضِ فَلَمْ أُصِبْهَا، وَطَلَبْتُهَا فِي الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ فَلَمْ أُصِبْهَا، فَبْينا أَنَا أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ أَصَبْتُهَا فَقَبَضْتُهَا.
قَالَ: وَجَاءَ جَسَدُهُ حَتَّى وَقَعَ عَلَى كُرْسِيهِ، وَذَلِكَ قَول الله عزوجل (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كرسيه جسدا ثمَّ أناب) ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَلَا يَجُوز أَن ينْسب إِلَى سُلَيْمَان - وَهُوَ نَبِي كريم - أَنَّهُ يفر من الْمَوْت، وَلَا أَنَّهُ يقر عَلَى أَن كَونه بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْض يدْفع الْمَوْت.
وَفِي الْإِسْنَاد: يَحْيَى بْن كثير.
قَالَ ابْن حبَان: يرْوى عَن الثقاة مَا لَيْسَ من أَحَادِيثهم، وَفِيهِ مُحَمَّد بْن عُمَر.
وَقَالَ يَحْيَى بْن معِين: مَا زَالَ النَّاس يثقون حَدِيث مُحَمَّد بن عَمْرو.
الموضوعات،ج:3،ص:216إلى 218.