في بيان بدعية صلاة الحاجة وما يتعلق بها من دعاء وغيره.

في بيان بدعية صلاة الحاجة وما يتعلق بها من دعاء وغيره.

اللفظ / العبارة' في بيان بدعية صلاة الحاجة وما يتعلق بها من دعاء وغيره.
متعلق اللفظ مسائل حديثية
الحكم الشرعي لا يصح
القسم المناهي العملية
Content

روى ابْن ماجة عَن ابْن أبي أوفى قَالَ: خرج علينا رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) : فَقَالَ: " من كَانَت لَهُ حَاجَة إِلَى الله أَو إِلَى أحد من خلقه فَليَتَوَضَّأ وَليصل رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ ليقل لَا إِلَه إِلَّا الله الْحَلِيم الْكَرِيم سُبْحَانَ الله رب الْعَرْش الْعَظِيم، الْحَمد لله رب الْعَالمين اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك مُوجبَات رحمتك وعزائم مغفرتك وَالْغنيمَة من كل بر، والسلامة من كل إِثْم أَسأَلك أَلا تدع لي ذَنبا إِلَّا غفرته، وَلَا هما إِلَّا فرجته؛ وَلَا حَاجَة هِيَ لَك رضَا إِلَّا قضيتها لي، ثمَّ يسْأَل الله من أَمر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة مَا شَاءَ فَإِنَّهُ يقدر ".

وَقَالَ الشَّوْكَانِيّ فِي شَرحه على الْحصن الْحصين أخرجه التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَالْحَاكِم وَذكر زِيَادَة " يَا أرْحم الرَّاحِمِينَ " فِي سنَن ابْن ماجة وَلم أَجدهَا فِيهِ ثمَّ قَالَ: وَفِي إِسْنَاده فَايِد بن عبد الرَّحْمَن بن الورقاء وَهُوَ ضَعِيف، قَالَ التِّرْمِذِيّ بعد إِخْرَاجه هَذَا الحَدِيث حَدِيث غَرِيب، وفايد يضعف فِي الحَدِيث. وَقَالَ أَحْمد متورك، وَقَالَ بن عدي مَعَ ضعفه يكْتب حَدِيثه أه. وَقَالَ محشي سنَن ابْن ماجة: أخرجه التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيث غَرِيب، وَفِي إِسْنَاده مقَال. فَإِن فَايِد بن عبد الرَّحْمَن يضعف فِي الحَدِيث وَضَعفه ابْن الْعَرَبِيّ وَقَالَ: فَمن كَانَت لَهُ حَاجَة إِلَى الله فليسأله، وليقدم بَين يَدي سُؤَاله صَدَقَة وتوبة أه.

أما حَدِيث الْأَعْمَى فقد رَوَاهُ ابْن ماجة وَغَيره عَن عُثْمَان بن حنيف أَن رجلا ضَرِير الْبَصَر أَتَى النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] فَقَالَ: ادْع الله أَن يعافيني فَقَالَ " إِن شِئْت أخرت لَك وَهُوَ خير، وَإِن شِئْت دَعَوْت " فَقَالَ: ادْعُه، فَأمره أَن يتَوَضَّأ فَيحسن وضوءه وَيُصلي رَكْعَتَيْنِ وَيَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاء " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك وأتوجه إِلَيْك بِمُحَمد نَبِي الرَّحْمَة، يَا مُحَمَّد إِنِّي تَوَجَّهت بك إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتي هَذِه لِتَقضي، اللَّهُمَّ فشفعه فِي " قَالَ أَبُو إِسْحَاق هَذَا حَدِيث صَحِيح، وَقَالَ محشي سنَن ابْن ماجة: رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من هَذَا الْوَجْه من حَدِيث أبي جَعْفَر؟ أه.

وَقَالَ السَّيِّد الإِمَام صَاحب الْمنَار رَحمَه الله فِي بعض حَوَاشِيه على هَذَا الحَدِيث: هُوَ حَدِيث غَرِيب كَمَا صرح التِّرْمِذِيّ، انْفَرد بِهِ أَبُو جَعْفَر قَالَ هُوَ غير الخطمي، وَظَاهر صَنِيع تَهْذِيب التَّهْذِيب تبعا لأصله أَنه مَجْهُول، فَإِنَّهُ وضع لَهُ عددا خَاصّا، وَلم يزدْ على مَا قَالَه فِيهِ التِّرْمِذِيّ أَنه غير الخطمي، وَإِلَّا فَهُوَ عِيسَى ابْن الرَّازِيّ التَّيْمِيّ، وَلَكِن هَذَا ضَعِيف حَتَّى قَالَ ابْن حبَان ينْفَرد عَن الْمَشَاهِير بِالْمَنَاكِيرِ، أَو مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ الَّذِي يعد حَدِيثه صَحِيحا أه وَقد شكّ فِي صِحَة هَذَا الحَدِيث الْعِزّ بن عبد السَّلَام وَالْإِمَام الصَّنْعَانِيّ فَقَالَ مَا حَاصله: أَن التوسل بِالنَّبِيِّ [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) جَائِز إِن صَحَّ الحَدِيث.

يَقُول مُحَمَّد بن أَحْمد عبد السَّلَام: الْحق أَن التوسل بِالنَّبِيِّ [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) جَائِز وَلَا نزاع فِيهِ لَكِن بدعائه لَا بِذَاتِهِ كَمَا توسل هَذَا الرجل الضَّرِير وكما توسل بِهِ أَصْحَابه فِي حَيَاته، فَلَا مَانع أبدا من التوسل بِدُعَاء النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) بِأَن يَقُول الدَّاعِي المتوسل بِهِ مَا ورد فِي حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أَنه [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) قَالَ لَهَا: " عَلَيْك يحمل الدُّعَاء وجوامعه وكوامله " وَفِيه " قولي اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك مِمَّا سَأَلَك بِهِ مُحَمَّد، وَأَعُوذ بك مِمَّا تعوذ بِهِ مُحَمَّد " رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الْأَدَب وَابْن مَاجَه وَغَيرهمَا.

فَمن أَرَادَ أَن يعْمل بِهَذَا الحَدِيث، حَدِيث الضَّرِير، وَأَن يُصَلِّي صلَاته، فَليدع الله تَعَالَى بِدُعَاء نبيه [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) الَّذِي دَعَا بِهِ لذَلِك الرجل، ولسائر أمته فَإِن الدُّعَاء بالذوات والأشخاص مَمْنُوع شرعا، بِدَلِيل توسل عمر بعد وَفَاة النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) بِعَمِّهِ الْعَبَّاس، فَلَمَّا ترك عمر التوسل عِنْد الكرب والشدة - بالأفضل، وتوسل بالمفضول بَين جمع كَبِير من الصَّحَابَة؛ وَلم يُنكر عَلَيْهِ فَرد وَاحِد مِنْهُم - علم أَن التوسل الْجَائِز الْمَشْرُوع إِنَّمَا كَانَ فِي حَيَاته بدعائه [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) ، وَأَنت قد علمت مَا فِي هَذَا الحَدِيث، وَالَّذِي قبله من الْمقَال، فَالْأَفْضَل لَك والأخلص والأسلم، أَن تَدْعُو الله تَعَالَى فِي جَوف اللَّيْل، وَبَين الْأَذَان وَالْإِقَامَة، وَفِي أدبار الصَّلَوَات قبل التَّسْلِيم، وَفِي أَيَّام الْجُمُعَات، فَإِن فِيهَا سَاعَة إِجَابَة، وَعند الْفطر من الصَّوْم. وَقد قَالَ ربكُم {ادْعُونِي أَسْتَجِب لكم} وَقَالَ: {وَإِذا سَأَلَك عبَادي عني فَإِنِّي قريب أُجِيب دَعْوَة الداع إِذا دعان} وَقَالَ: {وَللَّه الْأَسْمَاء الْحسنى فَادعوهُ بهَا} .

كتاب السنن والمبتدعات ص124 إلى 126.

Loading...