أصحابي كالنجوم، بأيهم اقتديتم اهتديتم ".

أصحابي كالنجوم، بأيهم اقتديتم اهتديتم ".

اللفظ / العبارة' أصحابي كالنجوم، بأيهم اقتديتم اهتديتم ".
متعلق اللفظ مسائل حديثية
الحكم الشرعي موضوع
القسم المناهي العملية
Content

" أصحابي كالنجوم، بأيهم اقتديتم اهتديتم ".

موضوع.

رواه ابن عبد البر في " جامع العلم " (٢ / ٩١) وابن حزم في " الإحكام " (٦ / ٨٢) من طريق سلام بن سليم قال: حدثنا الحارث بن غصين عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعا به، وقال ابن عبد البر: هذا إسناد لا تقوم به حجة لأن الحارث بن غصين مجهول.

وقال ابن حزم: هذه رواية ساقطة، أبو سفيان ضعيف، والحارث بن غصين هذا هو أبو وهب الثقفي، وسلام بن سليمان يروي الأحاديث الموضوعة وهذا منها بلا شك.

قلت: الحمل في هذا الحديث على سلام بن سليم - ويقال: ابن سليمان وهو الطويل - أولى فإنه مجمع على ضعفه، بل قال ابن خراش: كذاب، وقال ابن حبان:

روى أحاديث موضوعة.

وأما أبو سفيان فليس ضعيفا كما قال ابن حزم، بل هو صدوق كما قال الحافظ في " التقريب "، وأخرج له مسلم في " صحيحه ".

والحارث بن غصين مجهول كما قال ابن حزم، وكذا قال ابن عبد البر وإن ذكره ابن حبان في " الثقات "، ولهذا قال أحمد: لا يصح هذا الحديث كما في " المنتخب " لابن قدامة (١٠ / ١٩٩ / ٢) .

وأما قول الشعراني في " الميزان " (١ / ٢٨) : وهذا الحديث وإن كان فيه مقال عند المحدثين، فهو صحيح عند أهل الكشف، فباطل وهراء لا يتلفت إليه!

ذلك لأن تصحيح الأحاديث من طريق الكشف بدعة صوفية مقيتة، والاعتماد عليها يؤدي إلى تصحيح أحاديث باطلة لا أصل لها، كهذا الحديث لأن الكشف أحسن أحواله - إن صح - أن يكون كالرأي، وهو يخطيء ويصيب، وهذا إن لم يداخله الهوى، نسأل الله السلامة منه، ومن كل ما لا يرضيه.

وروي الحديث عن أبي هريرة بلفظ: " مثل أصحابي " وسيأتي برقم (٤٣٨)

وروي نحوه عن ابن عباس وعمر بن الخطاب وابنه عبد الله.

أما حديث ابن العباس فهو:

" مهما أوتيتم من كتاب الله فالعمل به، لا عذر لأحدكم في تركه، فإن لم يكن في كتاب الله، فسنة مني ماضية، فإن لم يكن سنة مني ماضية، فما قال أصحابي، إن أصحابي بمنزلة النجوم في السماء، فأيها أخذتم به اهتديتم، واختلاف أصحابي لكم رحمة ".

موضوع.

أخرجه الخطيب في " الكفاية في علم الرواية " (ص ٤٨) ومن قبله أبو العباس الأصم في الثاني من حديثه رقم ١٤٢ من نسختي، وعنه البيهقي في " المدخل " رقم (١٥٢) ، والديلمي (٤ / ٧٥) ، وابن عساكر (٧ / ٣١٥ / ٢) من طريق سليمان ابن أبي كريمة عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا: سليمان بن أبي كريمة قال ابن أبي حاتم (٢ / ١ /١٣٨) عن أبيه: ضعيف الحديث.

وجويبر هو ابن سعيد الأزدي، متروك، كما قال الدارقطني والنسائي وغيرهما، وضعفه ابن المديني جدا.

والضحاك هو ابن مزاحم الهلالي لم يلق ابن عباس، وقال البيهقي عقبه: هذا حديث متنه مشهور، وأسانيده ضعيفة، لم يثبت في هذا إسناد.

والحديث أورد منه الجملة الأخيرة الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " (١ /٢٥) وأورده السيوطي بتمامه في أول رسالته " جزيل المواهب في اختلاف المذاهب " من رواية البيهقي في " المدخل " ثم قال العراقي: وإسناده ضعيف.

سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة،ج:1،ص: 144إلى146.

Loading...