" أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا والآخرة ".
موضوع.
أخرجه الحاكم (٤ / ٣٢٢) والبيهقي في " السنن "(٧ / ١٣) والطبراني في " الأوسط "(٢ / ٢٩٤ / ١ ٩٤٢٣) من طريق خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الدمشقي عن أبيه عن عطاء بن أبي رباح عن أبي سعيد الخدري مرفوعا.
وقال الطبراني: لا يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد تفرد به خالد.
قلت: وهو ضعيف متهم ولكنه لم يتفرد به كما يأتي قريبا.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
قلت: وهذا من أوهامهما الفاحشة، فإن خالدا هذا قال أحمد: ليس بشيء، وقال ابن أبي الحواري: سمعت ابن معين يقول: بالشام كتاب ينبغي أن يدفن كتاب الديات لخالد بن يزيد بن أبي مالك، لم يرض أن يكذب على أبيه حتى كذب على الصحابة قال أحمد بن أبي الحواري: سمعت هذا الكتاب عن خالد ثم أعطيته للعطار، فأعطى للناس
فيه حوائج! ذكره الذهبي في" الميزان "، وقال ابن أبي حاتم في" الجرح والتعديل "(١ / ٢ / ٣٥٩): سئل أبي عن خالد هذا؟ فقال:يروي أحاديث مناكير.
وللحديث طريق ثان، فقال ابن أبي حاتم في " العلل "(٢ / ٢٧٨) : وسمعت أبي وحدثنا عن حرملة عن ابن وهب عن الماضي بن محمد الغافقي أبي مسعود عن هشام عن الحسن عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به، قال أبي: هذا حديث باطل، وماضى لا أعرفه، وذكر نحوه في " الجرح والتعديل "(٤ / ١ / ٢٤٢) وأقره الذهبي في " الميزان " وقال: لم يروعنه غير ابن وهب، قال ابن عدي: منكر الحديث، ورواه أبو سعيد بن الأعرابي في " المعجم "(٩٩ / ١ / ٢) والطبراني في " الأوسط "(١ / ١٠٢ / ٢ / ٢٠٨٥) من طريقين آخرين عن ابن وهب قال: أخبرني الماضي بن محمد عن هشام بن حسام عن الحسن عن أبي سلمة عن أبي سعيد به.
وأعله الهيثمي (١٠ / ٢٦٧) بشيخ الطبراني أحمد بن طاهر، وهو كذاب وقلده المعلق على " الأوسط "(٢ / ٥٢٨) وهو متابع كما ترى وإنما علته الماضي كما عرفت، وقد أخرجه ابن عدي أيضا عنه (٦ / ٤٣٢) وأعله به.وله طريق ثالث سوف يأتي بلفظ:" اللهم توفني إليك فقيرا ... "، ورابع أخرجه القضاعي (٩٤ / ١) عن محمد بن يزيد بن سنان عن أبيه عن عطاء به.
وهذا سند واه من أجل يزيد بن سنان، وابنه محمد، وهو أشد ضعفا من أبيه.
ثم وجدت له شاهدا لكنه مما لا يفرح به، يرويه أحمد بن إبراهيم المزني: حدثنا محمد بن كثير حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن أنس بن مالك مرفوعا بلفظ: " ألا أخبركم بأشقى الأشقياء.... " الحديث، وهو لفظ ابن عدي عن الماضي.
أخرجه ابن حبان في " الضعفاء "(١ / ١٤٤) ومن طريقه ابن الجوزي في " العلل "(٢ / ٣٢٥) وقال: لا يصح، قال ابن حبان: كان المزني يضع الحديث على الثقات وضعا.
قلت: فهو بكتاب ابن الجوزي الآخر " الموضوعات " أولى، وله من مثله الشيء الكثير، كما أنه يورد في هذا ما هو بـ " العلل " أولى، كما هو معروف عند العلماء.
والحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني، ثم تكلم عليه المناوي بما نقله عن الهيثمي، وذكرت بعض كلامه آنفا، ثم قال المناوي:
ومن العجب العجاب أنه رمز لصحته لكن الحديث كله مضروب عليه في مسودة المصنف، وأما قوله في " التيسير " وهو حسن لا صحيح خلافا للمؤلف ولا ضعيف خلافا لبعضهم فهو مما لا يساعد عليه شدة ضعف طرقه مع إبطال أبي حاتم إياه، ومن أحاديث هذا الماضي: