" اركبوا هذه الدواب سالمة وايتدعوها سالمة ولا تتخذوها كراسي ".
أخرجه الحاكم (١ / ٤٤٤ و ٢ / ١٠٠) والبيهقي (٥ / ٢٢٥) وأحمد (٣ / ٤٤٠،
٤ / ٢٣٤) وابن عساكر (٣ / ٩١ / ١) عن الليث بن سعد عن يزيد بن حبيب عن
سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه - وكانت له صحبة - مرفوعا.
وقال الحاكم: " صحيح الإسناد " ووافقه الذهبي وهو كما قالا فإن رجاله كلهم
ثقات، وسهل بن معاذ لا بأس به في غير رواية زبان عنه، وهذه ليست منها.
وقد أخرجه أحمد (٣ / ٤٣٩، ٣٤٠) من طريق ابن لهيعة حدثنا زبان عن سهل به
وزاد " فرب مركوبة خير من راكبها، وأكثر ذكرا لله منه ".
وهذه الزيادة ضعيفة لما عرفت من حال رواية زبان عن سهل، لاسيما وفيه
ابن لهيعة وهو ضعيف أيضا، ولا تغتر بقول الهيثمي (٨ / ١٠٧) عقب هذه
الرواية بهذه الزيادة:
" رواه أحمد والطبراني وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح غير سهل بن معاذ
ابن أنس وثقه ابن حبان وفيه ضعف ".
فإن السند الذي ينطبق عليه هذا الكلام إنما هو سند الرواية الأولى التي ليس
فيها هذه الزيادة، فتنبه." إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر، فإن الله تعالى إنما سخرها لكم لتبلغكم
إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس، وجعل لكم الأرض فعليها فاقضوا
حاجاتكم ".
رواه أبو داود (رقم ٢٥٦٧) وعنه البيهقي (٥ / ٢٥٥) وأبو القاسم السمرقندي
في " المجلس ١٢٨ من الأمالي " وعنه ابن عساكر (١٩ / ٨٥ / ١) من طريقين عن
يحيى بن أبي عمرو السيباني عن أبي مريم عن أبي هريرة مرفوعا.
قلت: وهذا سند صحيح، يحيى بن أبي عمرو السيباني - بفتح المهملة وسكون
التحتانية بعدها موحدة، وهو ثقة، ووقع في ترجمة أبي مريم من " التهذيب "
" الشيباني " بالشين المعجمة وهو تصحيف.
وأبو مريم قال العجلي في " الثقات " (ص ٩٤ من ترتيب السبكي) :" أبو مريم
مولى أبي هريرة شامي تابعي ثقة ".
واعتمده الحافظ فقال في " التقريب ": " ثقة ".
ومنه تعلم أن قول ابن القطان المذكور في " فيض القدير ":
" ليس مثل هذا الحديث يصح لأن فيه أبا مريم مولى أبي هريرة ولا يعرف له حال،
ثم قيل: هو رجل واحد، وقيل: رجلان، وكيفما كان فحاله أو حالهما مجهول
فمثله لا يصح ".
فمردود بتوثيق العجلي له، وقد روى عنه جماعة كما في " التهذيب "
وبقول أحمد: " رأيت أهل حمص يحسنون الثناء عليه " وفي رواية عنه:
" هو صالح معروف عندنا، قيل له: هذا الذي يروي عن أبي هريرة؟ قال: نعم ".
ذكره ابن عساكر.
(تنبيه) :
وقع في نسخة " سنن أبي داود " التي قام على تصحيحها الشيخ محمد محي الدين
عبد الحميد (ابن أبي مريم) والصواب (أبي مريم) كما ذكرنا.
٢٣ - " اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة، فاركبوها صالحة وكلوها صالحة ".
رواه أبو داود (رقم ٢٤٤٨) من طريق محمد بن مهاجر عن ربيعة بن زيد عن أبي كبشة
السلولي عن سهل بن الحنظلية قال:
" مر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعير قد لحق ظهره ببطنه، فقال: " فذكره.
قلت: وسنده صحيح كما قال النووي في " الرياض " وأقره المناوي.
سلسلة الأحاديث الصحيحة ،ج:1،ص:61إلى64.