وافتتاحهم خطبتي الْعِيدَيْنِ الأولى بِالتَّكْبِيرِ تسعا، وَالثَّانيَِة بِالتَّكْبِيرِ سبعا، وختمها بِآيَة {دَعوَاهُم فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وتحيتهم فِيهَا سَلام} بِدعَة. إِذْ لم يحفظ عَنهُ ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) قطعا وَلَا عَن خلفائه وَلَا أَصْحَابه أَنهم افتتحوا خطب الْعِيد بِالتَّكْبِيرِ وَمن ادّعى ذَلِك طالبناه بِالدَّلِيلِ، بل قد روى ابْن مَاجَه أَنه ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) كَانَ يكبر بَين أَضْعَاف الْخطْبَة يكثر التَّكْبِير فِي خطْبَة الْعِيدَيْنِ، وَفِي الزَّوَائِد إِسْنَاده ضَعِيف.
وقصة الْيَتِيم الَّتِي تقْرَأ على المنابر أَيَّام الأعياد وفيهَا: وجده ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) يبكي يَوْم الْعِيد فَقَالَ لَهُ: " أَيهَا الصَّبِي مَالك تبْكي؟ " فَقَالَ لَهُ: دَعْنِي فَإِن أبي مَاتَ فِي الْغَزْو مَعَ رَسُول الله، وَلَيْسَ لي طَعَام وَلَا شراب، فَأخذ بِيَدِهِ وَقَالَ: " أما ترْضى أَن أكون لَك أَبَا وَعَائِشَة أما " الخ. وَقد فتشت عَلَيْهَا كثيرا فِي الْكتب فَلم أَجدهَا إِلَّا فِي كتاب التُّحْفَة المرضية، وَهُوَ قد حوى من الخرافات والأكاذيب والترهات شَيْئا كثيرا، وَقد جعلهَا الرويني فِي ديوانه خطْبَة لعيد الْفطر فاحذروا الْكَذِب على رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] فَوق المنابر ونقيقهم على المنابر بِقصَّة إِبْرَاهِيم وَولده عَلَيْهِمَا السَّلَام، وَأَنه وضع السكين على عُنُقه فَلم تقطع كذب،مَوْضُوع من وضع الزَّنَادِقَة، والقصة القرآنية فِيهَا الْكِفَايَة.
كتاب السنن والمبتدعات ،ص:91.