للعلامة محمد صديق حسن خان - رحمه الله تعالى - بحث مهم، في عدم مشروعية الذكر بالاسم المفرد ((الله)) . وأنه لا أصل له في الكتاب، ولا في السنة، ولا في أقوال الصحابة - رضي الله عنهم - ولا عن أحد من أهل القرون المفضَّلة.
وهناك نصوص يحتجون بها ولا دلالة فيها:
منها قوله تعالى:{قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} ، وحديث أنس - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:((لا تقوم الساعة حتى لا يُقال في الأرض: الله الله)) رواه مسلم، والترمذي. وذكره الذهبي في ((السير)) .
والمراد بهذين النصين قوله:((لا إله إلا الله)) على طريق الإشارة. قال محقق ((السير)) : (وليس في هذا الحديث مستند لمن يُسوِّغ الذكر بالاسم المفرد؛ لأن المراد منه: أنه لا يبقى في الأرض من يوحد الله توحيداً حقيقياً ويعبده عبادة صادقة، كما جاء مفسراً في رواية أحمد: ((لا تقوم الساعة حتى لا يُقال في الأرض: لا إله إلا الله)) . وسنده صحيح. ولم يثبت عنه، ولا عن صحابته، ولا عن أحد من القرون المشهود لها بالفضل: أنهم ذكروا الله
(١) (الله الله: الدين الخالص لصديق حسن خان ٣/٥٧٧- ٥٧٨. مسلم برقم /١٤٨. الترمذي رقم / ٢٢٠٨. اليسر ٦/١٩٦. المستدرك ١/ ٥٠٥. الفتاوى ١٠ / ٣٩٦، ٥٥٦ - ٥٦٠، ٥٦٢، ٥٦٧، فهرسها ٣٦ / ١٩٨.
بالاسم المفرد....) اهـ.
ومنها حديث: أسماء بنت عميس - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:((ألا أُعلمكِ كلمات تقوليهن عند الكرب: الله الله ربي لا أُشرك به شيئاً)) رواه أحمد، وأبو داود، وابن ماجه. وهذا ليس مفرداً، بل مضاف، إما تقديراً أو تصريحاً.
ومنها: أثر ابن عباس، وأبي الدرداء - رضي الله عنهم -: ((إن اسم الله الأكبر: رَبِّ ربِّ)) رواه الحاكم، وسكت عليه الذهبي.