من سافر من دار إقامته يوم الجمعة دعت عليه الملائكة أن لا يصحب في سفره

من سافر من دار إقامته يوم الجمعة دعت عليه الملائكة أن لا يصحب في سفره

اللفظ / العبارة' من سافر من دار إقامته يوم الجمعة دعت عليه الملائكة أن لا يصحب في سفره
متعلق اللفظ مسائل حديثية
الحكم الشرعي ضعيف
القسم المناهي العملية
Content

" من سافر من دار إقامته يوم الجمعة دعت عليه الملائكة أن لا يصحب في سفره ".

ضعيف.

رواه الدارقطني في " الأفراد " من حديث ابن عمر مرفوعا.

قال ابن القيم في " الزاد " (١ / ١٤٥) : وهو من حديث ابن لهيعة.

قلت: وهو ضعيف من قبل حفظه، وأشار الحافظ في " التلخيص " إلى إعلاله به، وأما تصحيح البجيرمي للحديث في " الإقناع " (٢ / ١٧٧) فمما لا وجه له إطلاقا.

وروى ابن أبي شيبة (١ / ٢٠٦ / ١) بسند صحيح عن حسان بن عطية قال:

" إذا سافر يوم الجمعة دعي عليه أن لا يصاحب ولا يعان في سفر ".

فهذا مقطوع، ولعل هذا هو أصل الحديث، فوصله ورفعه ابن لهيعة بسوء حفظه!

وللحديث طريق أخرى لكنها موضوعة وهو:

٢١٩ - " من سافر يوم الجمعة دعا عليه ملكاه أن لا يصحب في سفره ولا تقضى له حاجة ".

موضوع.

أخرجه الخطيب في " كتاب أسماء الرواة عن مالك " من رواية الحسين بن علوان عن مالك عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا، ثم قال الخطيب: الحسين ابن علوان غيره أثبت منه، قال العراقي: قد ألان الخطيب الكلام في الحسين هذا وقد كذبه يحيى بن معين ونسبه ابن حبان إلى الوضع، وذكر له الذهبي في الميزان هذا الحديث وإنه مما كذب فيه على مالك، كذا في " نيل الأوطار " (٣ / ١٩٤ - ١٩٥) .

قلت: ومن العجيب حقا أن العراقي نفسه قد ألان القول أيضا في الحديث هذا بقوله في " تخريج الإحياء " (١ / ١٨٨) بعد أن عزاه للخطيب:.... بسند ضعيف.

وليس في السنة ما يمنع من السفر يوم الجمعة مطلقا، بل روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه سافر يوم الجمعة من أول النهار، ولكنه ضعيف لإرساله، وقد روى البيهقي (٣ / ١٨٧) عن الأسود بن قيس عن أبيه قال: أبصر عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا عليه هيئة السفر فسمعه يقول: لولا أن اليوم يوم جمعة لخرجت قال عمر رضي الله عنه: اخرج فإن الجمعة لا تحبس عن سفر، ورواه ابن أبي شيبة (٢ / ٢٠٥ / ٢) مختصرا، وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات، وقيس والد الأسود وثقه النسائي وابن حبان، فهذا الأثر مما يضعف هذا الحديث وكذا المذكور قبله إذ الأصل أنه لا يخفى على أمير المؤمنين عمر لوكان صحيحا.

سلسلة الأحاديث الضعيفة ،ج:1، 386ـ387.

Loading...