[القول في طلبهم ترك العقل والشرع]

[القول في طلبهم ترك العقل والشرع]

اللفظ / العبارة' [القول في طلبهم ترك العقل والشرع]
متعلق اللفظ مسائل عقدية.
الحكم الشرعي باطل لا أصل له
القسم المناهي العملية
Content

[القول في طلبهم ترك العقل والشرع]

وهذا ما فيه من الكفر العظيم، ففيه ما يلزمهم دائما من التناقض لأنه يقال لهم: فمن المخطىء؟ لكنهم يقولون: إن الرب هو الموصوف بجميع النقائص التبي يوصف بها المخلوق، ويقولون: إن المخلوقات يوصف بجميع الكمالات التي يوصف بها الخالق ويقولون ما قاله صاحب الفصوص: فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستوعب به جميع النعوت الوجودية والنسب العدمية، سواء كانت محمودة عرفا أو عقلا أو شرعا، أو مذمومة عرفا وعقلا وشرعا، وليس ذلك إلا لمسمى الله خاصة.

وهم مع كفرهم هذا لا يندفع عنهم التناقض، فإنه معلوم بالحس والعقل أن هذا ليس هو ذاك، وهؤلاء يقولون ماكان يقوله التلمساني إنه ثبت عندنا في الكشف ما يناقض صريح العقل.

ويقولون من أراد التحقيق - يعني تحقيقهم - فيترك العقل والشرع.

وقد قلت لمن خاطبته منهم: ومعلوم أن كشف الأنبياء أعظم وأتم من كشف غيرهم، وخبرهم أصدق من خبر غيرهم، والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم يخبرون بما تعجز عقول الناس عن معرفته لا بما يعرف الناس بعقولهم أنه ممتنع، فيخبرون بمجازات العقول لا بمحالات العقول، ويمتنع أن يكون في أخبار الرسول ما يناقض صريح العقول، ويمتنع أن يتعارض دليلان قطعيان، سواء كانا عقليين أو سمعيين، أو كان أحدهما عقليا والآخر سمعيا، فكيف بمن ادعى كشفا يناقض صريح الشرع والعقل؟ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!.

‍‍‍‍

وهؤلاء قد لا يتعمدون الكذب، لكم يخيل لهم أشياء تكون في نفوسهم ويظنونها في الخارج، وأشياء يرونها تكون موجودة في الخارج لكن يظنونها من كرامات الصالحين، وتكون من تلبيسات الشياطين.

الفرقان ،ص:115ـ116.

Loading...