بعض البدع المتعلقة بالصوم في شوال.

بعض البدع المتعلقة بالصوم في شوال.

اللفظ / العبارة' بعض البدع المتعلقة بالصوم في شوال.
متعلق اللفظ مسألة فقهية / عقدية
الحكم الشرعي بدعة
القسم المناهي العملية
Content

فِي الْجَامِع برمز أَحْمد وَمُسلم وَأَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة أَنه [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] قَالَ: " من صَامَ رَمَضَان وستاً من شَوَّال كَانَ كَصَوْم الدَّهْر " وَفِيه برمز الْبَيْهَقِيّ أَنه [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] قَالَ: " صم رَمَضَان وَالَّذِي يَلِيهِ وكل أربعاء وخميس، فَإِذا أَنْت قد صمت الدَّهْر " وَصَححهُ هُوَ وشارحه. وَسَببه: أَن النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] سُئِلَ عَن صَوْم الدَّهْر فَذكره أه عزيزي. وَقَالَ فِي أَسبَاب وُرُود الحَدِيث: أخرجه أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَالْبَيْهَقِيّ. وَقَالَ التِّرْمِذِيّ: غَرِيب وَلم يُضعفهُ أَبُو دَاوُد أه. وروى ابْن مَاجَه " أَن أُسَامَة بن زيد كَانَ يَصُوم أشهر الْحرم فَقَالَ لَهُ النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : صم شوالا، فَترك أشهر الْحرم ثمَّ لم يزل يَصُوم شوالا حَتَّى مَاتَ " قَالَ محشيه: وَفِي الزَّوَائِد إِسْنَاده صَحِيح إِلَّا أَنه مُنْقَطع أه. ورمز فِي الْجَامِع وَشَرحه لصِحَّته. وَقَالَ الْمَنَاوِيّ: قَالَ ابْن رَجَب: نَص صَرِيح فِي تَفْضِيل صَوْمه على الْأَشْهر الْحَرَام أه.

أَقُول: هَذَا الحَدِيث الْمُنْقَطع لَا يصلح أبدا للاستدلال بِهِ على تَفْضِيل صَوْم شَوَّال على شهر الْمحرم، بل هُوَ معَارض بِمَا رَوَاهُ مُسلم وَغَيره مرفوعان " أفضل الصّيام بعد رَمَضَان شهر الله الْمحرم، وَأفضل الصَّلَاة بعد الْمَفْرُوضَة صَلَاة اللَّيْل " نعم صَحَّ " من صَامَ رَمَضَان ثمَّ أتبعه سِتا من شَوَّال كَانَ كصيام الدَّهْر ".

بدع شهر شَوَّال

وَتَسْمِيَة هَذِه الْأَيَّام السِّتَّة بالبيض جهل وبدعة، إِذْ الْبيض: الثَّالِث عشر، وَالرَّابِع عشر، وَالْخَامِس عشر من كل شهر، كَمَا فِي الصَّحِيح. وَكثير من الرِّجَال وَالنِّسَاء يَزْعمُونَ أَنه لَا يَصُوم هَذِه الْأَيَّام إِلَّا من لَهُ ذُرِّيَّة، وَأَن من صامها ثمَّ تَركهَا تَمُوت عِيَاله، وَذَلِكَ ضلال مُبين، مَا أَلْقَاهُ بَين النَّاس إِلَّا الشَّيْطَان الرَّجِيم، الَّذِي حذرنا مِنْهُ رَبنَا بقوله: {إِن الشَّيْطَان لكم عَدو فاتخذوه عدوا إِنَّمَا يَدْعُو حزبه ليكونوا من أَصْحَاب السعير} .

وَمن الْبدع: أَنهم جعلُوا لصومهم وَقْفَة وعيداً، وسموه عيد الْأَبْرَار، وَإِنَّمَا هُوَ عيد الْفجار، يَجْتَمعُونَ فِيهِ بِمَسْجِد الْحُسَيْن أَو زَيْنَب، ويختلطون رجَالًا وَنسَاء، ويتصافحون ويتلفظون عِنْد المصافحة بالألفاظ الْجَاهِلِيَّة الفارغة، ثمَّ يذهبون إِلَى طبخ الرزِ أَو المخروطة بِاللَّبنِ.

وإنني لأعْلم أَن كثيرا من كبار عُلَمَاء الْأَزْهَر يرَوْنَ هَذَا وَغَيره وَمَا هُوَ أكبر وأشنع وأفظع من ذَلِك بِهَذَيْنِ المسجدين، فلماذا لَا يُنكرُونَ؟ وهم دَائِما فِي مَسْجِد الْحُسَيْن يدرسون؟ أما إِنَّهُم لَو نبهوا عَلَيْهَا وبينوا ضررها للنَّاس لاجتثوا هَذِه الْبدع من أُصُولهَا اجتثاثا، فتبعة هَذِه الْبدع عَلَيْهِم وَلَا كَلَام، اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون سَبَب سكوتهم أَنهم يرَوْنَ هَذِه الْمُنْكَرَات والبدع من المستحسنات فِي الدّين، فالكتاب الْمجِيد وَالسّنة المطهرة ينفيان ذَلِك، بل ويبطلانه، فَلم يبْق إِلَّا أَن نقُول: قد اخْتلفت هَذِه الْأمة وتنازعت وَتَفَرَّقَتْ، اللَّهُمَّ ألف بَين قُلُوبهم.

كتاب السنن والمبتدعات ، ص: 162ـ163.


Loading...