اتّكل بعض المغترّين على ما يرى من نعَم الله عليه في الدنيا، وأنه لا يغيَّر به
اللفظ / العبارة'
اتّكل بعض المغترّين على ما يرى من نعَم الله عليه في الدنيا، وأنه لا يغيَّر به
متعلق اللفظ
مسألة فقهية / عقدية
الحكم الشرعي
لا يصح
القسم
المناهي العملية
Content
وربما اتّكل بعض المغترّين على ما يرى من نعَم الله عليه في الدنيا، وأنه لا يغيَّر به (١)، ويظنّ أنّ ذلك (٢) من محبة الله له، وأنّه يعطيه في الآخرة أفضل من ذلك، وهذا من الغرور.
قال الإِمام أحمد (٣): حدثنا يحيى بن غيلان، حدثنا رِشدين بن سعد (٤)، عن حرملة بن عمران (٥) التجيبي، عن عُقْبة بن مسلم، عن عُقْبة بن عامر، عن النبي ﷺ قال:"إذا رأيتَ الله ﷿ يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحِبّ، فإنما هو استدراج". ثم تلا قوله ﷿: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (٤٤)﴾ [الأنعام: ٤٤].
وقال بعض السلف: إذا رأيت الله يتابع نعمَه عليك (١)، وأنت مقيم على معاصيه، فاحذره؛ فإنما هو استدراج (٢) يستدرجك به (٣).
وقد ردّ سبحانه على من يظن هذا الظن بقوله: ﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (١٥) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (١٦) كَلَّا﴾ [الفجر: ١٥ - ١٧] أي: ليس كلُّ من نعّمتُه ووسّعتُ عليه رزقَه أكون قد أكرمتُه، ولا كلُّ من ابتليتُه وضيّقت عليه رزقه أكون قد أهنتُه. بل أبتلي هذا بالنعمة، وأكرم هذا بالابتلاء.
وفي جامع الترمذي (٤) عنه ﷺ: "إنّ الله يعطي الدنيا مَن يُحِبّ ومن لا يُحِبّ، ولا يعطي الإيمان إلا من يُحِب".
وقال بعض السلف: رُبَّ مستدرج بنعم الله (١) عليه، وهو لا يعلم ورُبَّ مغرور بسَتْر الله عليه، وهو لا يعلم (٢). ورُبَّ مفتون بثناء الناس عليه (٣)، وهو لا يعلم.
فصل
وأعظم الخلق غرورًا من اغترّ بالدنيا وعاجلها، فآثرها (٤) على الآخرة، ورضي بها من الآخرة (٥)، حتّى يقولُ بعض هؤلاء: الدنيا نقد، والآخرة نسيئة، والنقد أنفع من النسيئة! ويقول بعضهم: ذَرّة منقودة، ولا دُرّة موعودة! ويقول آخر منهم: لذاتُ الدنيا متيقَّنة، ولذات الآخرة مشكوك
= نحفظ كلامه عن النبي ﷺ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد … ". قلت: الصباح بن محمَّد ضعيف الحديث. ورواه الثوري ومحمد بن طلبة عن زبيد عن مرة عن ابن مسعود، فذكره موقوفًا. أخرجه ابن المبارك في الزهد (١١٣٤) والطبراني في الكبير (٨٩٩٠) وغيرهما. ورجح الموقوفَ العقيليُّ والدارقطني والذهبي. انظر: الضعفاء (٢/ ٢١٣) وعلل الدارقطني (٥/ ٢٦٩ - ٢٧١) والميزان (٣/ ٤٢٠). (١) ف: "بنعمة الله". (٢) "ورب مغرور … " إلى هنا ساقط من ل. (٣) "عليه" ساقط من ف. وقد ضمّن المؤلف هذا الأثر كلامًا له في مدارج السالكين (١/ ١٧٢). (ص). أخرجه أحمد في الزهد (١٦٠٦) عن الحسن البصري بمعناه. وسنده صحيح (ز). (٤) ف: "وآثرها". (٥) "ورضي بها من الآخرة" ساقط من س، كما سقط "من الآخرة" من ل.
(١) ف: "عليه فيما يغتر به". وقد وقع في غيرها جميعًا: "لا يغتر به"، ولعله تصحيف صوابه ما أثبتنا وكذا في ط المدني. وصواب ما جاء في ف: "فما يغيّر به". وفي ط محمود فائد: "وأنه يعتنى به" فحذف "لا" وغيّر "يغيّر". وفي ط أبي السمح: "وأنه يغتر به". (٢) كذا في س، خب. وفي ز: "ذلك أنه". وفي غيرها: "ويظن ذلك من". (٣) في المسند ٤/ ١٤٥ (١٧٣١١) والزهد (٦٢). وأخرجه الطبري في تفسيره (٧/ ١٩٥) والدولابي في الكنى والأسماء (١/ ١١١) والطبراني في الأوسط (٩٢٧٢) وغيرهم من طريق حرملة بن عمران عن عقبة بن مسلم عن عقبة بن عامر، فذكره. قال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن عقبة بن عامر إلا بهذا الإسناد. تفرد به حرملة بن يحيى". ورواه ابن وهب ثنا حرملة وابن لهيعة عن عقبة بن مسلم عن عقبة بن عامر، فذكره. أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٢٩٠ - ١٢٩١ (٧٢٨٨). وهذا يدل على ثبوت هذا الحديث. راجع تحقيق المسند (٢٨/ ٥٤٧). والحديث حسَّنه العراقي في تخريج الإحياء. (٤) تحرف "رشدين" في ل إلى "رشد" وفي س إلى "رشيد". (٥) س: "عثمان"، تحريف.