الخواطر السيئة

الخواطر السيئة

اللفظ / العبارة' الخواطر السيئة
متعلق اللفظ مسألة فقهية / عقدية
الحكم الشرعي لا يجوز
القسم المناهي العملية
المحتوى

فصل

وأما الخطرات فشأنها أصعب، فإنّها مبدأ الخير والشرّ، ومنها تتولّد الإرادات والهمم والعزائم. فمن راعى خطراتِه ملَكَ زمامَ نفسه، وقهر هواه. ومن غلبته خطراتُه فهواه ونفسه له أغلَب، ومن استهان

بالخطرات قادته قسرًا إلى الهلكات.

ولا تزال الخطرات تتردّد على القلب حتى تصير مُنًى باطلة:﴿كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (٣٩) [النور: ٣٩].

وأخسُّ الناس همّة وأوضعهم نفسًا من رضي من الحقائق بالأماني الكاذبة، واستجلبها (١) لنفسه، وتحلّى بها، وهي -لعمر الله- رؤوس أموال المفلسين، ومتاجر البطّالين. وهي قوت النفس (٢) الفارغة التي قد قنعت من الوصل بزَورة الخيال، ومن الحقائق بكواذب الآمال، كما قال الشاعر:

مُنىً إنْ تكن حقًّا تكن أحسن المُنَى … وإلا فقد عِشْنا بها زمنًا رَغْدَا (٣)

وهي أضرُّ شيء على الإنسان، وتتولّد من العجز والكسل، وتولّد التفريط والحسرة والندم. والمتمنّي (٤) لمّا فاته مباشرةُ الحقيقة بحسّه نحَتَ (٥) صورتَها في قلبه، وعانقها، وضمّها إليه، فقنع بوصال صورةٍ وهميةٍ خياليّة (٦) صوّرها فكرُه، وذلك لا يُجدي عليه شيئًا، وإنما مثله مثل الجائع والظمآن يصوّر في وهمه صورةَ الطعام والشراب، وهو يأكل ويشرب.


(١) ف: "واستحلاها". ل: "واستحلها".
(٢) ف: "قوت النفوس".
(٣) لرجل من بني الحارث. شرح الحماسة للمرزوقي (١٤١٣). وهو محرف في س.
(٤) ما عدا ف: "التمني".
(٥) س، ل: "بجسمه تحت". و"تحت" تصحيف. وهي غير منقوطة في ز.
(٦) ل، ز: "خالية"، تحريف.

الداء والدواء ،ص:354.

Loading...