عدم تمكين أعضاء السجود من الأرض.

عدم تمكين أعضاء السجود من الأرض.

اللفظ / العبارة' عدم تمكين أعضاء السجود من الأرض.
متعلق اللفظ مسائل فقهية
الحكم الشرعي حرام
القسم المناهي العملية
Content

عن العباس بن عبد المطلب: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أُمرتُ أن أسجد على سبع (١)

: الجبهة والأنف واليدين والركبتين والقدمين (٢) .

فهذا الحديث: يدل على أن أعضاء السجود سبعة، وأته ينبغي للساجد أن يسجد عليها كلها.

قال الشوكاني: وقد اختلف العلماء في وجوب السجود على هذه السبعة الأعضاء: فذهبت العترة والشافعي في أحد قوليه إلى وجوب السجود على جميعها. وقال أبو حنيفة والشافعي في أحد قوليه واكثر الفقهاء: الواجب السجود على الجبهة فقط، والحق ما قاله الأولون (٣) . وهذا هو الحق، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا صلاة لمن لم يمس أنفه الأرض)(٤)


(١) في رواية ((سبعة أعظم)) وأخرى ((سبعة آراب)) وهي جمع (إِرْب) بكسر الهمزة وسكون الراء، وهي الأعضاء..
(٢) أخرجه مسلم في ((الصحيح)) : (١/٣٥٥) رقم (٤٩١) وابن خزيمة في ((الصحيح)) : (١/٣٢٠) رقم (٦٣١) والترمذي في ((الجامع)) رقم (٢٧٢) وأبو داود في ((السنن)) : رقم (٨٩٠) والنسائي في ((المجتبى)) : (٢/٢١٠) وابن ماجة في ((السنن)) : رقم (٨٨٥) وأحمد في ((المسند)) : (١/٢٠٦) والبيهقي في ((السنن الكبرى)) : (٢/١٠١) وأبو نعيم في ((الحلية)) : (٩/٣٦) والخطيب في ((التاريخ: (٥/٢٩٠) وابن حبان في ((الصحيح)) : (٣/ ١٩٣ ـ ١٩٤ ـ مع الإحسان) ولم يقف أبو زرعة على هذا الحديث في ((صحيح مسلم)) كما في ((النكت الظراف)) : (٤/ ٢٦٦) والحديث فيه، والكمال لله وحده. وذكرنا شواهد الحديث في تحقيقا ل ((من وافقت كنيته كنية زوجه من الصحابة)) : رقم (١١) ، نشر دار ابن القيم / الدمام ـ السعودية.
(٣) نيل الأوطار: (٢/ ٢٨٨) بتصرف.
(٤) أخرجه الحاكم في ((المستدرك)) : (١/٢٧٠) .. وهو حديث صحيح على شرط البخاري، كما قال الحاكم والذهبي، ووافقهما الألباني في ((تمام المنة)) : (ص ١٧٠) .

ومنه تعلم: خطأ من يسجد على جبهته ويرفع أنفه، أو يرفع قدميه عن الأرض، أو يضع إحداهما فوق الأخرى، دون أن تمس الأرض، فلا يكون ساجداً إلا على خمسة أو ستة أعضاء،

مع أن أعضاء السجود سبعة معروفة كما في الحديث السابق.

وقال للمسيء الصّلاة: ((إذا سجدتَ فمكّن لسجودك)(١) .

[٢/٢١] (عدم الطمأنينة في السجود:

قد قدمنا في ((جملة أخطاء الركوع والقيام منه)) أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يحكم ببطلان صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود، وأمر المسيء صلاته بالاطمئنان في السجود، وأنه كان يقول فيه: إنه من أسوأ الناس سرقة.

ولا بد من الطمأنينة في السجود حتى يعود كل عظم إلى موضعه، فقد قال - صلى الله عليه وسلم - للمسيء صلاته: ((إذا أنت سجدت، فأَثْبِتْ وجهك ويديك، حتى يطمئن كلُّ عظم منك إلى موضعه)(٢) .

وجاء في صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ((كان يمكّن أنفه وجبهته من الأرض)) و ((كان يمكّن أيضاً ركبتيه وأطراف قدميه)(٣) .


(١) أخرجه أبو داود وأحمد بسند صحيح، كما في ((صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -)) : (ص ١٤٩) . ونحوه عند: الترمذي في ((الجامع)) : (١/٥٧) وأحمد في ((المسند)) : (١/٢٨٧) عن ابن عباس، وسنده حسن، وحسنه البخاري والترمذي. انظر: ((تلخيص الحبير)) : (١/١٠٥) و ((الفتح الرباني)) : (٣/٢٥٤) .
(٢) أخرجه ابن خزيمة في ((صحيحه)) : (١/ ٣٢٢) رقم (٦٣٨) بسند حسن، كما في ((صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -)) : (ص ١٤٩) .
(٣) انظر: ((صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -)) : (ص ١٤٩) .

والطمأنينة أن يكون السجود على الأعضاء السبعة المذكورة، مع بسط الكفّين، وعدم التفريج بين الأصابع، وتوجيههما قِبَل القبلة، وأن يكونا حذو المنكبين أحياناً، وحذو أذنيه أحياناً، مع استقبال القبلة بأطراف أصابع القدمين، ورص العقبين، مع نصب الرجلين، مع رفع الذراعين عن الأرض، ومباعدتهما عن الجنبين، حتى يبدو بياض الإبطين، مع عود كل عضو - والمصلي على الحالة السابقة - إلى موضعه، وتمكين الأعضاء التي على الأرض منها.

القول المبين في أخطاء المصلين، ص: 135 إلى 137.

Loading...