[١/٢٧] أولاً: أنك تراه واقفاً في منتصف المسجد، أو في آخره، وبينه وبين جدار القبلة، الأمتار العديدة، فيصلّي دون أن يكلّف نفسه اتخاذ سترة، أو التقرب من جدار القبلة (٦) .
على الرغم مِنْ أنه أحق بالسّارية التي في المسجد، ليتخّذها سترة، من الجالس المتكي المتحدّث إليها.
قال عمر ـ رضي الله عنه ـ:((المصلّون أحقّ بالسّواري مِنَ المتحدّثين إليها)) (١) أخرجه البخاري في صحيحه (1/ 577)معلقا بصيغة الجزم ، ووصله في تاريخه الكبير (1/255).
[٢/٢٧] ثانياً: الجلوس دون صلاة الرّكعتين.
عن أبي قتادة السّلمي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا دخل أحدكم المسجد، فليركع ركعتين، قبل أن يجلس (٢) .
وفي رواية: أن أبا قتادة دخل المسجد، فوجد النبي - صلى الله عليه وسلم - جالساً بين أصحابه، فجلس معهم،
فقال ما منعك أترجم عليه ابن حبان:أن تحية المسجد، لا تفوت بالجلوس.
ومثله قصة سليك، كما سنأتي في ((جماع أخطاء المصلّين في صلاة الجمعة)) . وفيها:
الحث على صلاة التحية، حتى ولو كان يخطب على المنبر.
وإنْ كان المصلّي قد باشر صلاة تحية المسجد، وأقيمت الصلاة، قطع صلاته، ليلحق بالجماعة، كما سيأتي - إن شاء الله تعالى - تفصيلُه.
[٣/٢٧] وإنْ ضاق الوقت عن أداء تحية المسجد، ولا يوجد متسع إلا للسنة القبليّة أو الفريضة، فهل للمصلّي أن يحرم بصلاة ينوي بها الأمرين معاً ـ أعني: التحية والسنة أو التحية والفريضة ـ؟
قال النووي رحمه الله تعالى:((واتّفق أصحابنا على التّصريح بحصول الفرض والتحيّة،
وصرّحوا بأنه لا خلاف في حصولهما جميعاً، ولم أر في ذلك خلافاً، بعد البحث الشديد سنين)) (١) .
ن تركع؟ قال رأيتُك جالساً والناس جلوس.
قال: فإذا دخل أحدكم المسجد، فلا يجلس حتى يركع ركعتين أخرجه مسلم في صحيحه رقم (714) .
وفي هذا الحديث فائدتان:
الأولى: مشروعية تحية المسجد لكل داخل.
الثانية: فيه رد على من قال: إذا خالف وجلس، لا يشرع له التدارك.
ويؤيّده: أن أبا ذر ـ رضي الله عنه ـ دخل المسجد، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: أركعت ركعتين؟ قال: لا. قال: قم فاركعهما ، أخرجه ابن حبان في صحيحه كما في الفتح :(1/538).