أكل الثوم والبصل وما يؤذي المصلّين قبل الحضور للجماعة:

أكل الثوم والبصل وما يؤذي المصلّين قبل الحضور للجماعة:

اللفظ / العبارة' أكل الثوم والبصل وما يؤذي المصلّين قبل الحضور للجماعة:
متعلق اللفظ مسائل فقهية
الحكم الشرعي مكروه
القسم المناهي العملية
Content

عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في غزوة خيبر: مَنْ أكل مِنْ هذه الشجرة - يعني الثّوم - فلا يقربنْ مسجدنا .

وعن جابر بن عبد الله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أكل ثوماً أو بصلاً، فَلْيعْتزلنا - أو قال: فَلْيَعْتَزِلْ مسجدَنا - ولْيَقْعُدْ في بيته  .

وفي رواية: مَنْ أكل مِنْ هذه الشجرة المُنتنة، فلا يقربنّ مسجدنا، فإن الملائكة تأذّى، مما يتأذّى منه الإنس  .

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من أكل من هذه الشجرة، فلا يقربَنّ مسجدنا، ولا يؤذينا بريح الثُّوم  .

في هذه الأحاديث: كراهية أكل الثوم والبصل، عند حضور المسجد، ذلك لأن الإسلام دين يراعي شعور الآخرين، ويحث على الذّوق السليم، والخلق الحسن.

ويلحق بالثّوم والبصل والكرّاث، كل ما له رائحة كريهة من المأكولات وغيرها.

قال القاضي: ويلحق به مَنْ أكل فجلاً، وكان يتجشى .

وقال أيضاً: وقاس العلماء على هذا، مجامع الصّلاة غير المسجد، كمصلّى العيد، والجنائز، ونحوها، من مجامع العبادات، وكذا مجامع العلم والذّكر والولائم ونحوها، ولا يلتحق بها الأسواق ونحوها .

قلت: وحكم رحبة المسجد، وما قرب منها حكمه، ولذلك قال عمر في خطبة يوم الجمعة: ((ثم إنكم، أيها النّاس! تأكلون شجرتين، لا أراهما إلا خبيثين: هذا البصل والثّوم، لقد رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إذا وجد ريحهما من الرّجل في المسجد، أمر به، فأُخرج إلى البقيع، فمن أكلهما،

فَليُمِتْهما طبخاً)) (٥) . ولذلك قال بعض الفقهاء: كلّ مَنْ وجد فيه رائحة كريهة، يتأذّى بها الإنسان، يلزم إخراجه من المسجد، ولو يجره من يده ورجله، دون لحيته وشعر رأسه، كذا في ((مجالس الأبرار)) (١) .

[٢/٣١] وما دامت علّة المنع من صلاة الجماعة: الرائحة الكريهة، كما جاء في بعض الأحاديث، وتأذي الملائكة، ويؤذيها ما يؤذي بني آدم، كما في الأحاديث الأخرى، فإن الدّخان يلحق بالبصل والثوم، بل هو أشدّ منه.

قال الشيخ ابن باز معلقاً على الأحاديث السّابقة: ((هذا الحديث، وما في معناه من الأحاديث الصحيحة، يدل على أن كراهة حضور المسلم لصلاة الجماعة، ما دامت الرائحة توجد منه ظاهرة، تؤذي من حوله، سواء كان ذلك من أكل الثوم أو البصل أو الكراث أو غيرهما من الأشياء المكروهة الرائحة، كالدخان، حتى تذهب الرائحة ... مع العلم بأن الدخان مع قبح رائحته هو محرم، لأضراره الكثيرة، وخبثه المعروف، وهو داخل في قوله سبحانه عن نبيّه - صلى الله عليه وسلم - في سورة الأعراف: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ

وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ} 

ويدل على ذلك أيضاً قوله سبحانه في سورة المائدة: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَات} 

القول المبين في أخطاء المصلين ،ص: 197إلى199.

Loading...