في ذكر الوعيد الشديد فيمن ترك صلاة الجمعة بدون عذر شرعي.

في ذكر الوعيد الشديد فيمن ترك صلاة الجمعة بدون عذر شرعي.

اللفظ / العبارة' في ذكر الوعيد الشديد فيمن ترك صلاة الجمعة بدون عذر شرعي.
متعلق اللفظ مسائل فقهية
الحكم الشرعي حرام
القسم المناهي العملية
Content

عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ألا هل عسى أحدكم أن يتّخذ الصُّبَّة من الغنم على رأس ميل أو ميلين، فيتعذَّر عليه الكلأُ، فيرتفعَ، ثم تجيء الجمعةُ، فلا يجيء ولا يشهدها، وتجيء الجمعة، فلا يشهدها، وتجيء الجمعة فلا يشهدها، حتى يطبع على قلبه)(١) .

فهذا وعيد شديد في حقّ تارك صلاة الجمعة، بسبب الصُّبَّة من الغنم أو الإِبل، يخرج يرعى بها، فيبتعد عن المسجد، فتفوته الصلاة.

والصُّبَّة: السِّرْبَة، إما من الخيل أو الإِبل أو الغنم، ما بين العشرين إلى الثلاثين، تضاف إلى ما كانت منه. وقيل: هي ما بين العشرة إلى الأربعين (٢) .

٢ ـ عن أبي هريرة وابن عمر ـ رضي الله عنهم ـ أنهما سمعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول على أعواد منبره: ((لينتهنّ أقوامٌ عن وَدْعهم الجمعات، أو ليختمنّ الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين)(٣) .

٣ ـ وعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال لقومٍ يتخلفون عن الجمعة: ((لقد هممتُ أن آمر رجُلاً، يصلّي بالنّاس، ثم أُحرِّق على رجالٍ يتخلّفون عن الجمعة بيوتهم)(٤) .

٤ ـ وعن محمد بن عبد الرحمن بن زرارة قال: سمعتُ عمي ـ ولم أرَ رجلاً منّا به شبيهاً ـ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من سمع النّداء يوم الجمعة، فلم يأتها، ثم سمعه، فلم يأتها، ثم سمعه، فلم يأتها، طبع الله على قلبه، وجعل قلبه قلب منافق)

٥ ـ وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: ((من ترك الجمعة ثلاث جمع متواليات، فقد نبذ الإسلام وراء ظهره)(٢) .

٦ ـ وعن أبي الجَعد الضَّمْري ـ وكانت له صحبَة رضي الله عنه ـ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من ترك ثلاث جُمَعٍ تهاوناً بها، طبع الله على قلبه)(٣) .

ومعنى: ((تهاوناً بها)) أي: لقلة الاهتمام بأمرها، لأن الاستخفاف بفرائض الله تعالى كفر، ونصب على أنه مفعول لأجله، أو حال، أي: متهاوناً.

فلعلّ تاركي صلاة الجمعة ـ وما أكثرهم هذه الأيام ـ ينتبهون، ويفيقون مِنْ غيّهم الذي هم فيه سادرون، وأخصّ منهم الأصناف التّالية: مشاهدي كرة القدم، والحرس على الملوك والسلاطين، والعروس، ومن تخلّف عنها للنّزهة. وإنك ـ إنْ فعلت ما حذّرتُك منه، من ترك صلاتك يوم الجمعة، فمصيرك الطبع على قلبك، فلا تغشاه الألطاف، ولا رحمة الله تعالى، بل يبقى دنساً وسخاً، مستعملاً في الآثام والقبائح، والعياذ بالله تعالى، إذ الطبع: الختم، فيكون ذا جفاء، لا يصل إليه شيء من الخير.

وظاهرة الأحاديث السابقة: أن من ترك ثلاث جمع تهاوناً ـ أي بلا عذر ـ يطبع على قلبه، ويكون من الغافلين والمنافقين، ولو كان الترك متفرّقاً، وبه قال بعضهم، حتى لو ترك كل سنة جمعة، لطبع على قلبه بعد الثّالثة.

ويحتمل أن يكون المراد: ثلاث جمع متواليات.

ويؤّيده: أثر ابن عباس السابق.

واعتبار الثّلاث: إمهال من الله ـ تعالى ـ للعبد، ورحمة به، لعلّه يتوب من ذنبه، ويثوب إلى رشده، ويؤدّي الجمعة، ولا يتركها بلا عذر.

وأفاد الحديث الثالث: أن مَنْ وجبت عليه الجمعة، وتركها لغير عذر، فهو آثم إثماً كبيراً، يستحق مرتكبه العذاب الأليم.

القول المبين في أخطاء المصلين ،ص: 315إلى 317 ، 319 ـ320.

Loading...