قال الطحاوي، في:((مشكل الآثار)) : (باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم قوِّ في طاعتك ضعفي)) .
ثم ساق بسنده عن بريدة قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ألا أُعلمك كلمات من أراد الله به خيراً علمه إياها، ثم لم ينسهن أبداً: اللهم إنِّي ضعيف فقوِّ في رضاك ضعفي، وخذ إلى الخير بناصيتي، واجعل الإسلام منتهى رضائي، اللهم إنِّي ضعيف فقوِّني، وإني ذليل فأعزني، وإني فقير فأغنني)) .
ثم ساق بسند آخر له إلى بريدة أيضاً مثله إلا أنه قال:((ثم لم ينسهن إياه أبداً)) فتأملنا هذين الحديثين عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجدنا الضعف لا يكون قوة أبداً، ووجدنا القوة لا تكون ضعفاً أبداً، لأن كل واحد منهما ضد الآخر، ولا يكون الشيء ضد نفسه أبداً، إنما يكون ضداً لغيره. وكأن الضعف والقوة لا يقومان بأنفسهما إنما يكونان حالين عن أبدان الحيوان من بني آدم ومن سواهم، فيعود ما يحل فيه الضعف ضعيفاً، وما يحل فيه القوة منها قوياً. فعقلنا بذلك:أن دعاءه - صلى الله عليه وسلم -: - رَبَّهُ - عز وجل - أن يجعل ضعفه قوة إنما مراده فيه - والله أعلم - أن يجعل ما فيه الضعف منه وهو بدنه:قويّاً. فهذا أحسن ما وجدنا في تأويل هذا الحديث والله نسأل التوفيق) اهـ.
وحديث بريدة رواه الحاكم في (المستدرك ١/ ٥٢٧) ، وصححه، ورده الذهبي قائلاً: أبو داود الأعمى، متروك الحديث.
معجم المناهي اللفظية،ص: 134ـ135.
(١) (اللهم قوِّ في طاعتك ضعفي: مشكل الآثار للطحاوي ١/٦٤. الرسالة للشافعي ص / مناقب الشافعي للبيهقي. الدرر السنية في الفتاوى النجدية ٢/ ٨٥. فتاوى ابن رشد ١/ ٥٣٥ - ٥٣٨. وانظر في حرف القاف: قوَّى الله ضعفك.