هو كما يُقال: لفظٌ نصفُ بلاءِ العالم منه. لما يدل عليه من كثير من المخلوقين غالباً من دعوى عريضة، وكذب أعرض، ونحوه مثل: لي، وعندي، وغيرهما. وفي هذا يقول ابن القيم - رحمه الله تعالى - في الزاد ٢ / ٣٧:(وليحذر كل الحذر من طغيان: أنا، ولي، عندي، فإن هذه الألفاظ الثلاثة ابتلي بها إبليس، وفرعون، وقارون:
فأنا خير منه: لإبليس.
ولي ملك مصر: فرعون.
وإنما أُوتيته على علم عندي: لقارون.
وأحسن ما وضعت ((أنا)) في قول العبد المذنب المخطئ المستغفر المعترف، ونحوه.
ولي: في قوله: لي الذنب، ولي الجرم، ولي المسكنة، ولي الفقر والذل.
وعندي: في قوله: اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي) اهـ.
وفي ترجمة ابن العربي الحاتمي الحلولي من ((الشذرات ٥ /١٩٩)) قال: (الصوفي: من أسقط الياآت الثلاث، فلا يقول: لي، ولا: عندي، ولا: متاعي، أي: لا يضيف لنفسه شيئاً) اهـ. فائدة:(١)
في ((خير الكلام)) لابن بالي القسطنطيني ص / ٢١ قال: (ومن اختراعاتهم الفاسدة لفظ ((الأنانية)) فإنه لا أصل له في كلام العرب) اهـ.
أنا أنا:(٢)
عن جابر - رضي الله عنه - قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في ديْنٍ كان على أبي، فدققت الباب فقال:((من ذا؟)) فقلت: أنا، قال:((أنا أنا)) كأنه كرهه. متفق عليه، ورواه البخاري في ((الأدب المفرد)) .