جاء عن بعض السلف كراهية أن يقول الرجل: أنا مؤمن حقاً، والأمر بأن يقول: أنا مؤمن إن شاء الله، وكذلك كانوا يقولون. ويقولون: أنا مؤمن بالله.
وعدم جواز الاستثناء هو مذهب المرجئة والجهنية، والمذهب الثاني: وجوب الاستثناء، والثالث: جواز الاستثناء وعدمه باعتبارين، وهذا مذهب السلف، والاستثناء أن يقول: أنا مؤمن إن شاء الله. أو أرجو، وهكذا، فالاستثناء عند السلف معلل بأن الإيمان يتضمن فعل الواجبات، فلا يشهدون لأنفسهم بذلك، كما لا يشهدون لها بالبر والتقوى وهذا تزكية لأنفسهم، فصار يستثنى باعتبار، ويترك باعتبار، وهذا هو الحق، واستثنوا أيضاً؛ لعدم علمهم بالعاقبة، والإيمان النافع هو الذي يموت المرء عليه.
وقال ابن القيم:
(وقد ذهب المحققون في مسألة: أنا مؤمن، إلى هذا التفصيل بعينه، فقالوا: له أن يقول: آمنت بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، ولقائه، ولا يقول: أنا مؤمن؛ لأن قوله: أنا مؤمن،