هل يجوز لمن القات في فمه تأخير الصلاة حتى يفرغ ويجمع الفوائت من الصلاة؟

هل يجوز لمن القات في فمه تأخير الصلاة حتى يفرغ ويجمع الفوائت من الصلاة؟

اللفظ / العبارة' هل يجوز لمن القات في فمه تأخير الصلاة حتى يفرغ ويجمع الفوائت من الصلاة؟
متعلق اللفظ مسائل فقهية
الحكم الشرعي لا يجوز
القسم المناهي العملية
Content

[القات محرم وليس بنجس]

س - الكثير من مدمني أكل القات عند حضور الصلاة يخرجه من فمه في كيس بلاستيك ثم يصلي وبعد الصلاة يضعه مرة أخرى في فمكه فهل القات نجس؟ وما حكم من صلى به وهو في فيه؟ وهل يجوز لمن هو في فمه تأخير الصلاة حتى يفرغ ويجمع الفوائت من الصلاة؟

ج- لا أعلم ما يدل على نجاسته لكونه شجرة معروفة والأصل في الشجر وأنواع النبات الطهارة، ولكن استعماله محرم في أصح قولي العلماء لما فيه من الضار الكثيرة، وينبغي لمتعاطيه ألا يستعملها وقت الصلاة ولا يجوز تأخير الصلاة من أجله بل يجب على المسلم أداء الصلاة في وقتها في الجماعة مع إخوانه المسلمين في المساجد، لقول النبي، - صلى الله عليه وسلم -، " من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر " خرجه ابن ماجه والدارقطني والحاكم بإسناد صحيح.

وقد سئل ابن عباس - رضي الله عنهما - عن العذر فقال خوف أو مرض وليس استعمال القاتا عذراً شرعياً بل هو منكر، وإذا آخر مستعمله عن الصلاة في وقتها أو في المسجد مع الجماعة كان ذلك أشد في الإثم.

وليس لمستعمله الجمع بين الصلاتين، لأن استعماله ليس من الأعذار الشرعية التي تسوغ الجمع بين الصلاتين وقد ثبت عن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، أنه لما علم أصحابه أوقات الصلاة،ص:446.

وأوضح لهم أولها وآخرها قال الصلاة بين هذيه الوقتين، وثبت في صحيح مسلم أن رجلاً أعمى قال يا رسول الله ليس لي قائد يلائمني إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال، - صلى الله عليه وسلم -، " هل تسمع النداء بالصلاة؟ " قال نعم. قال فأجب. وفي رواية لغير مسلم سندها صحيح قال له، - صلى الله عليه وسلم -، " لا أجد لك رخصة ".

فهذه الأحاديث الصحيحة وما جاء في معناها كلها تدل على وجوب أداء الصلاة في الجماعة في وقتها في بيوت الله - عز وجل - وتحريم التأخر عنها أو الجمع بين الصلاتين بغير عذر شرعي، ونصحيتي لأصحاب القات والتدخين وسائر المسكرات والمخدارت أن يحذروها غاية الحذر وأن يتقوا الله في ذلك لما في استعمالها من المعصية لله - سبحانه - ولرسوله، - صلى الله عليه وسلم -، ولما فيه من الأضرار العظيمة والعواقب الوخيمة والصد عن ذكر الله وعن الصلاة، فنسأل الله أن يهدى المسلمين لكل ما فيه رضاه وأن يصلح قلوبهم وأعمالهم ويعيذهم من جلساء السوء الذين يصدونهم عن الخير إنه جواد كريم. والله ولي التوفيق.

الشيخ ابن باز

* * * كتاب فتاوى إسلامية ،ج:3،ص:446.

Loading...