س - كثيراً ما أقرأ في كتب التفاسير وغيرها بأن هذا الحرف زائد كما في قوله تعالى {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} فيقولون بأن (الكاف) في " كمثله " زائدة، وقد قال لي أحد المدرسين بأنه ليس في القرآن شيء اسمه زائد أو ناقص أو مجاز، فإذا كان الأمر كذلك فما القول في قوله تعالى {واسأل القرية} وقوله تعالى {وأشربوا في قلوبهم العجل..} .
ج- الصحيح الذي عليه المحققون أنه ليس في القرآن مجاز على الحد الذي يعرفه أصحاب فن البلاغة وكل ما فيه فهو حقيقة في محله.
ومعنى قول بعض المفسرين أن هذا الحرف زائد يعني من جهة قواعد الاعراب وليس زائداً من جهة المعنى بل له معناه المعروف عند المتخاطبين باللغة العربية لأن القرآن الكريم نزل بلغتهم كقوله سبحانه {ليس كمثله شيء} يفيد المبالغة في نفي المثل وهو أبلغ من قولك ليس مثله شيء وهكذا قوله سبحانه واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها..، فإن المراد بذلك سكان القرية وأصحاب العير وعادة العرب تطلق القرية على أهلها والعير على أصحابها وذلك من سعة اللغة العربية وكثرة صيغها في الكلام وليس من باب المجاز المعروف فى اصطلاح أهل البلاغة ولكن ذذك في مجاز أي مما يجوز فيها ولا يمتنع،ص:47.
وهكذا قوله سبحانه {وأشربوا في قلوبهم العجل..} يعني حيه وأطلق ذلك لأن هذا اللفظ يفيد هذا المعنى عند أهل اللغة المتخاطبين بها وهو من باب الايجاز والاختصار لظهور المعنى والله ولي التوفيق.
الشيخ ابن باز.
*ليس في القرآن مجاز..
س - يذكرون في كتب البلاغة أن في القرآن مجازاً ولديهم بعض الشبهات كقوله تعالى " فتحرير رقة مؤمنة " فيسمون هذا مجازاً لأن التحرير للعبد وذكرت الرقبة لتدل على العبد " الجزء يدل على الكل " فهل يصح تسمية هذا مجازاً، وكقوله - عز وجل - " يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم " القول باللسان وذكر الفم ليدل عليه " الكل يدل على الجزء " وقوله {ألم نشرح لك صدرك} . الإنشراح للقلب وذكر الصدر مجازاً ليدل عليه. وكقوله {يجعلون أصابعهم في آذانهم} يقولون إن يضع طرف الأصبع وليس الأصبع كله ولكن ذكرت الأصابع مجازاً، وغير ذلك كثير من الآيات على هذه الشاكلة فهل يصح قولهم بأن في القرآن مجازاً وما الدليل وهل في الحديث مجازاً؟
ج- إن ما يقوله علماء البلاغة في المجاز باصطلاحهم لا صحة له في الكتاب ولا في السنة ولا في لغة العرب بل كل تعبير جاء في الكتاب العزيز أو في السنة المطهرة أو في لغة العرب فهو حقيقة في محله وقد بسط الكلام في ذلك أبو العباس ابن تيمية في كتاب {الإيمان} ونقله الشيخ عبد الرحمن بن قاسم في مجموع الفتاوي كما بسط ذلك أيضاً العلامة ابن القيم في كتابه الصواعق المرسلة.