ـ[هل الإنسان الذي توفي قبل فتنة المسيح الدجال (اللهم أعذنا منها) هل يحيى أو يظل في القبر حتى يوم البعث؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
فتنة المسيح الدجال أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة، منها قوله صلى الله عليه وسلم:(مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنْ الدَّجَّالِ) رواه مسلم (٥٢٣٩) . وفي رواية أحمد (١٥٨٣١) عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ فِتْنَةٌ أَكْبَرُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ) .
وهذه الفتنة إنما تكون للأحياء وقت خروج الدجال، أما الأموات، فلا خوف عليهم من هذه الفتنة.
وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم من أدرك الدجال أن ينأى عنه، كما في قوله:(مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ مِنْ الشُّبُهَاتِ أَوْ لِمَا يَبْعَثُ بِهِ مِنْ الشُّبُهَاتِ) رواه أبو داود (٤٣١٩) وصححه الألباني في صحيح أبي داود.
وهذا يدل على أن النائي البعيد عن الدجال يسلم من فتنته، فالميت أولى.
بل أظهر من ذلك أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى لما خسفت الشمس، فلما انصرف حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:
فهذا يدل على أن للقبر فتنة أخرى، سوى فتنة الدجال، أعاذنا الله بمنه وكرمه منهما، وأن فتنة القبر، ليست بأقل شأنا ولا خطرا من فتنة الدجال؛ ولأجل ذلك كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو وَيَقُولُ:(اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ)
رواه البخاري (١٣٧٧) ومسلم (٥٨٩) ، واللفظ للبخاري.
وانظر:" التمهيد " شرح الموطأ، لابن عبد البر، رحمه الله (٢٢/٢٤٥) وما بعدها.