هل يصح اقتصار المسلم على إصلاح نفسه وأهله وعمارة مسجده دون التعرض لأحوال الناس؟

هل يصح اقتصار المسلم على إصلاح نفسه وأهله وعمارة مسجده دون التعرض لأحوال الناس؟

اللفظ / العبارة' هل يصح اقتصار المسلم على إصلاح نفسه وأهله وعمارة مسجده دون التعرض لأحوال الناس؟
متعلق اللفظ مسائل عقدية.
الحكم الشرعي لا يصح
القسم المناهي العملية
Content

[س) هل يكفي اقتصار المسلم على إصلاح نفسه وأهله وعمارة مسجده دون التعرض لأحوال الناس؟]

ج) كلا ثم كلا.

بل لا بد له من التواصي بالحق والصبر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون على البر والتقوى والأخذ على يد السفيه، واشتغال المسلمين جميعاً بإرشاد الضال ونصح المقصر وتقويم المعوج وإصلاح الفاسد وردع الملحد وقمع المفتري على الله، وأخذ القرآن بقوة، والدفع به وبسنة المصطفى إلى الأمام.

لئلا يجعلوا فراغاً لغيرهم ينفذ منه إليهم.

فإن هم فرطوا في ذلك غزاهم أعداء الله بالباطل، وغزاهم كل مغرض، فأفسد قلوبهم وقلوب أبنائهم وأزاحها عن الإيمان الصحيح، وأخرب بيوتهم بمفاسد الأخلاق والتهتك والانحلال، وعبث بمقدراتهم، وتحكم في مصبرهم.

كما جرى فعلاً، وسيجري أضعافه على أيدي المحسوبين على الإسلام من أولاد المؤمنين الذين استجابوا لتعاليم الكفرة وتقبلوا ثقافتهم واستحسنوا ما عندهم من القبائح والموبقات.

وكل هذا من تفريط المسلمين في جنب ،الله واقتصارهم من طاعته وعبادته على بعض دون بعض.

[س) ما الدليل على ذلك؟]

ج) قوله تعالى {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} ، فأقسم تعالى بحصول الخسران الكامل العام الشامل لمن لم يتصف بهذه الصفات، والخاسر بعيد من السعادة في الدنيا والفوز في الآخرة.

قال الإمام الشافعي رحمه الله: (لو لم ينزل الله على خلقه حجة إلا هذه السورة لكفتهم) .

وقال تعالى {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ..} ، وقال {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} .

وكيف يكون المسلمون شهداء على الناس وهم لم يقوموا بتبليغهم وإرشادهم وإصلاح فسادهم وتقويم اعوجاجهم؟

وكيف يكون الرسول شهيداً عليهم وهم لم يأخذوا القرآن بقوة ولم يحملوا سنته ويجاهدوا في الله حق جهاده؟

إنه في هذه الحالة يكون خصماً لهم يوم القيامة، إذ يقول {يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً} .

فهذه الآيات وما شابهها في القرآن هي وحي الرحمن الواجب اتباعه، وما سواها مما يجري على ألسن العامة هو من وحي الشياطين الواجب رفضه وطرحه.

 كتاب الأجوبة المفيدة لمهمات العقيدة ،ص:39.



Loading...