هل يصح أن بين الحق والباطل طريقاً وسطاً يطلبه الناس ويختاروه؟

هل يصح أن بين الحق والباطل طريقاً وسطاً يطلبه الناس ويختاروه؟

اللفظ / العبارة' هل يصح أن بين الحق والباطل طريقاً وسطاً يطلبه الناس ويختاروه؟
متعلق اللفظ مسألة فقهية / عقدية
الحكم الشرعي لا يصح
القسم المناهي العملية
Content

هل بين الحق والباطل طريقاً وسطاً يطلبه الناس ويختاروه؟

ج) كلا.

فإن الله حصر الضلال فيما سوى الحق.

فليس فيما سواه طريقاً صالحاً ولا حلول ولا أنصاف حلول أبداً، قال تعالى {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ} .

س) إذا قال القبوري (أنا لم أشرك وإنما جعلت النبي أو الولي المقبور واسطة وشفيعاً يقربني إلى الله) فما جوابه؟

ج) هو أن الله أخبر عن المشركين إنهم لم يعتقدوا في أحجارهم وأشجارهم ونحوها الربوبية، بل قالوا {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} ، وإنهم يقولون {هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} ، فلم يقبل الله ذلك منهم بل شدد النكير عليهم وتوعدهم وأمر رسله بقتالهم واستباحة سبيهم وأموالهم.

وتعلق القبوريون في هذه الأزمنة بالمقدسين عندهم أعظم من تعلق أولئك المشركين، لأن الأوائل يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة، كما أخبر الله عنهم بقوله {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} .

أما القبوريون والمفتونون بتقديس الأشياء في هذا الزمان فهم يشركون في الرخاء والشدة، بل تزداد ضراعتهم إلى المقبورين حال الشدة أعظم مما يضرعوا إلى الله أو يلتفتوا إليه.

فهم عدلوا بربهم غيره إذ ساووه بملوك الدنيا الذين يجهلون أحوال رعايهم ونواياهم ونواياها وخباياها فيحتاجوا دائماً إلى وسيط يعرفهم بالناس ويشفع عندهم للمذنبين.

والله لا تخفى عليه خافية، ولا دونه ودون توبة عباده حجاب، وما لهم من دونه من ولي ولا شفيع، قال تعالى {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ..} ، {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ..} ، {أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ..} ، {مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ} .

فإن القبوري بجعله المقبور واسطة وشفيعاً قد انتقص الله انتقاصاُ عظيماً، حيث قاسه بالمخلوق الذي يحابي في فضله وحكمه وعدله فيطعي من له وسيط وشفيع أكثر مما يعطي غيره، أو يحرم من ليس له واسطة لجهله بحاله أو استقاله، ويعفو عن المذنب الذي له شفيع ويطرح الآخر في السجن والعذاب، وذنبهما واحد، تقدس الله عن ذلك.

فهذا القبوري اتهم الله بالمحاباة من حيث لا يشعر، وانتهج خطة المشركين الذين هم بربهم يعدلون، زاعماً أنه موحد وهو مخالف للتوحيد - عافاه الله من ذلك -

فعليه التوبة وإخلاص الدين لله من جديد.

كتاب الأجوبة المفيدة لمهمات العقيدة ،ص:68.

Loading...