الجبر:(٢) في تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} ، وبيان ردها على القدرية والجبرية، قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -:
(والنبي - صلى الله عليه وسلم -، أخبر بمثل ما أخبر به الرب تبارك وتعالى: أن العبد مُيَسَّرٌ لما خلق له، لا مجبور، فالجبر لفظ بِدْعِيٌّ، والتيسير لفظ القرآن والسنة....) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في ((مبحث القدر)) :
(ولهذا أنكر الأئمة على من قال: ((جبر الله العباد)) ، كالثوري، والأوزاعي، والزُّبيدي، وأحمد بن حنبل، وغيرهم، وقالوا: الجبر لا يكون إلا من عاجز، كما يجبر الأب ابنته على خلاف مرادها) انتهى.
والزُّبيدي المذكور هو:(أبو الهذيل محمد بن الوليد بن عامر الحمصي القاضي. ثقة ثبت. من كبار أصحاب الزهري. مات سنة ١٤٦ هـ. وقيل ١٤٧ هـ. وقيل: ١٤٩ هـ) انتهى من ((التقريب)) لابن حجر.
عن بقية بن الوليد الكلاعي، قال: سألت الزبيدي، والأوزاعي عن الجبر؟ فقال الزبيدي: أمر الله أعظم، وقدرته أعظم من أن يجبر أو يعضل، ولكن يقضي، ويقدر، ويخلق، ويَجْبُلُ عَبْدَهُ على ما أحبه.
وقال الأوزاعي: ما أعرف للجبر أصلاً من القرآن ولا السنة، فأهاب أن أقول ذلك، ولكن القضاء، والقدر، والخلق، والجبل، فهذا يُعرف في القرآن والحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.....) انتهى.