س: هذا السائل يقول: ما معنى الغلو في حب النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ (١)
ج: الغلو: الزيادة بأن تفعل شيئا ما شرعه الله، هذا هو الغلو، يقال غلا القدر إذا ارتفع الماء بسبب النار. فالغلو: معناه الزيادة في غير المشروع. يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين (٢)»، والله يقول سبحانه:{يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ}(٣)، فالغلو الزيادة في المحبة في الأعمال التي شرعها الله، يقال لها: غلو، مثلا تقول: الله شرع لنا خمس صلوات، أنا أجعل سادسة، الضحى أوجبها على الناس، أنت مثلا سلطان أو أمير تقول: أزيد - الزيادة خير - صلاة سادسة. هذا لا يجوز، الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد. (٤)» هذا غلو؛ أو تقول:
(١) السؤال السادس والعشرون من الشريط، رقم ٣٦٧. (٢) أخرجه الإمام أحمد في مسند بني هاشم، مسند عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، رقم ٣٢٣٨. (٣) سورة النساء الآية ١٧١ (٤) أخرجه مسلم في كتاب الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة، برقم ١٧١٨.
أنا أحب النبي - صلى الله عليه وسلم - فأدعوه من دون الله، أقول: يا رسول الله، اشف مريضي، انصرني، بعد موته، هذا غلو. ادع الله لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: «فليدع الله (١)» أمرك أن تدعو الله، ما أمرك أن تدعوه هو، أمرك أن تدعو الله، الله سبحانه الذي يقول:{ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}(٢)؛ فعليك أن تدعو الله، لا تسأل الرسول، ويقول جل وعلا:{وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}(٣)، فدعاء غير الله من الأموات والأشجار والأحجار حتى النبي كفر أكبر. هذا من الغلو، ومن الغلو أن تزيد فيما شرع الله في سائر العبادات، شرع الله أن تتوسل بأسمائه وصفاته والأعمال الصالحة، تزيد أنت التوسل بجاه النبي، أو ببركة النبي، أو بحق النبي. هذا بدعة وغلو، لكن توسل بالأعمال الصالحة، حبك للنبي، نعم، اللهم إني أسألك بحبي لنبيك، بإيماني بنبيك، هذا طيب، هذه وسيلة شرعية، لكن بجاه نبيك، هذا ما له أصل، بحق نبيك، هذا ما هو بمشروع، ببركة نبيك، هذا ما هو بمشروع. المشروع أن تتوسل بمحبته، بإيمانك به، باتباعك له، بطاعتك له، هذه الوسيلة الشرعية أو بأسماء الله وصفاته، أو بالإيمان بالله ورسوله.
(١) أخرجه النسائي في كتاب التطبيق، باب كيف التشهد الأول، برقم ١١٦٣. (٢) سورة غافر الآية ٦٠ (٣) سورة المؤمنون الآية ١١٧.