س: ما حكم من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر (١)؟
ج: حكمه أنه مفرط وعلى خطر عظيم، فالواجب عليه أن يحاسب نفسه، وأن يتوب إلى الله من سيئ عمله، ومن تاب تاب الله عليه، يقول
(١) السؤال الثاني من الشريط رقم (٣٣٢)،ص:50.
الله سبحانه:{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}(١).
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له (٢)» فالواجب على كل مؤمن وكل مؤمنة التوبة إلى الله من سيئ الأعمال، وأن يحاسب نفسه، وأن يجاهدها لله، يرجو ثوابه ويخشى عقابه، ومن صدق في ذلك وجاهد نفسه في طلب الحق، وترك الباطل أعانه الله وهداه السبيل، كما قال سبحانه:{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}(٣)، وقال سبحانه:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا}(٤){وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}(٥)، وقال سبحانه:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}(٦). فالواجب على جميع المؤمنين والمؤمنات التوبة إلى الله سبحانه من جميع الذنوب، وجهاد النفس والشيطان، والحذر من جلساء السوء، والحرص على صحبة الأخيار، مع الضراعة إلى الله وسؤاله التوفيق
(١) سورة النور الآية ٣١ (٢) أخرجه ابن ماجه في كتاب الزهد، باب ذكر التوبة، برقم (٤٢٥٠). (٣) سورة العنكبوت الآية ٦٩ (٤) سورة الطلاق الآية ٢ (٥) سورة الطلاق الآية ٣ (٦) سورة الطلاق الآية ٤. ص:51.
والهداية، وهو سبحانه نعم المجيب ونعم المستعان، وهو القائل عز وجل:{ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}(١)، وهو القائل سبحانه:{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}(٢)، وفق الله الجميع.