بيان حكم إطلاق لفظ السيادة على النبي في ألفاظ الآذان والإقامة والتشهد .
اللفظ / العبارة'
بيان حكم إطلاق لفظ السيادة على النبي في ألفاظ الآذان والإقامة والتشهد .
متعلق اللفظ
مسألة فقهية / عقدية
الحكم الشرعي
بدعة
القسم
المناهي اللفظية
Content
السيادة للنبي - صلى الله عليه وسلم -. (١)
من استقرأ صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم - الواردة لم يجد فيها لفظ((السيادة)) ، لا داخل الصلاة ولا خارجها، ومن استقرأ أحاديث الأذان لم يجدها في ذكر((الشهادة بأن محمداً رسول الله)) . والمحدثون كافة في كتب السنة لا يذكرون لفظ السيادة عند ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقد استقرأ جماعة من المحققين ومنهم الحافظ ابن حجر كما نقله عنه: السخاوي في: ((القول البديع)) ، والقاسمي في ((الفضل المبين في شرح الأربعين)) للعجلوني إذ قرر - رحمه الله تعالى - أن لفظ ((السيادة)) لم يثبت في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا في الشهادة له بالرسالة - صلى الله عليه وسلم -، وأنها داخل الصلاة لا تشرع لعدم التوقيف بالنص، وأما خارجها فلا بأس. وهذا نص ما في ((الفضل المبين ص/ ٧٠ - ٧١)) للقاسمي:
((لطيفة: للعلماء اختلاف في زيادة لفظ ((سيدنا)) في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد وقفت على سؤال رفع لأبي الفضل الحافظ ابن حجر في ذلك فأجاب عنه وأجاد، وهاكه بنصه: (سُئِل الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى - عن صفة الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة أو خارج الصلاة، سواء قيل بوجوبها، أو بندبها: هل يشترط فيها أن يصفه - صلى الله عليه وسلم - بالسِّيادة بأن يقول مثلاً: صلِّ على سيِّدنا محمدٍ، أو على سيّدِ الخلق، أو سيّد ولد آدم؟ أو يقتصر على قوله: اللهم صلِّ على محمد؟ وأيهما أفضل: الإتيانُ بلفظ السيادة؛ لكونها صفةً ثابتةً له - صلى الله عليه وسلم -، أو عدمُ الإتيان؛ لِعدم ورُود ذلك في الآثار؟ فأجاب - رضي الله عنه -: نعم اتِّباعُ الألفاظ المأثور أرجح، ولا يقال: لعلَّةُ ترك ذلك تواضعاً منه - صلى الله عليه وسلم - كما لم يكن يقول عند ذكره:صلى الله عليه وسلم، وأمّتهُ مندوبة إلى أن تقول ذلك كلما ذُكر؛ لأنَّا نقول:لو كان ذلك راجحاً لجاء عن الصحابة، ثم عن التابعين، ولم نقِفْ في شيءٍ من الآثار عن أحدٍ من الصحابة ولا التابعين أنه قال ذلك، من كثرة ما ورد عنهم من ذلك، هذا الإمامُ الشافعي - أعلى الله درجته - وهو من أكثر الناس تعظيماً للنبي - صلى الله عليه وسلم - قال في خطبة كتابه الذي هو عمدة أهل مذهبه:اللهم صلِّ على محمد، إلى آخر ما أدَّاه إليه اجتهاده وهو قوله:كلما ذكره الذاكرون، وكلما غفل عن ذكره الغافلون؛ وكأنه استنبط ذلك من الحديث الصحيح الذي فيه((سبحان الله عدد خلقه)) ، وقد ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لأًم المؤمنين ورآها قد أكثرت التسبيح وأطالته:((لقد قلت بعدك كلمات لو وزنت بما قلت لوزنتهن)) وذكر ذلك وكان - صلى الله عليه وسلم - يعجبه الجوامع في الدعاء) انتهى.
وقد رأيت رسالة باسم ((تشنيف الآذان في ذكر لفظ السيادة في الأذان)) . ومن النظر فيها يتحقق للمصنف عدم المشروعية؛ لأن مؤلفها جلب ما وسعه علمه من الآثار، وهي لا تسلم له سنداً ولا دلالة. وانظر ما تقدم بلفظ: اللهم صل على سيدنا محمد. وفي ((إصلاح المساجد)) للقاسمي ص/ ٥٢ ذكر عدم مشروعيتها في الإقامة.والنبي - صلى الله عليه وسلم - هو سيد ولد آدم من الأنبياء والمرسلين وغيرهم، لكن الذكر بابه التوقيف. والله أعلم
معجم المناهي اللفظية ،ص: 298.
(١) (السيادة للنبي صلى الله عليه وسلم: تحفة الذاكرين ص/ ٦٠. السلسلة الصحيحة رقم / ٨٨٠٣. فتح الباري ٥/ ١٧٨ - ١٨٠. الأدب المفرد ١/ ٣٠١. تيسير العزيز الحميد ص/ ٦٦٢ - ٦٦٣. الإصابة ٧/ ٣٠٩، زاد المعاد ٣/ ٢٩. فتاوى ابن إبراهيم ١/ ١٩٦. عمل اليوم والليلة للنسائي. المعيار المعرب ١/ ٨١ - ٨٢. منشور الهداية لابن فكون: ٧٤. صيانة الإنسان للسهسواني. الفتاوى الحديثية ص/ ١٣٧ - ١٣٨. شرح كفاية المتحفظ لابن الطيب ص/ ٥٧ - ٥٩ مهم. المجموع الثمين ١/ ١٠٥ - ١٠٦ تسمية المولود ص/ ٣٨ - ٣٩. وحرف العين عبد المطلب. الدرر السنية ٤/ ٤١٥ - ٤١٦ مهم. البيان والتحصيل ١٨ / ٤٣٠.