مَن قَتَلَ عُصفُورًا بِعيرِ حَقِّهِ سَأَلَهُ اللهُ عَنهُ يَومَ القِيَامَةِ".

مَن قَتَلَ عُصفُورًا بِعيرِ حَقِّهِ سَأَلَهُ اللهُ عَنهُ يَومَ القِيَامَةِ".

اللفظ / العبارة' مَن قَتَلَ عُصفُورًا بِعيرِ حَقِّهِ سَأَلَهُ اللهُ عَنهُ يَومَ القِيَامَةِ".
متعلق اللفظ مسائل حديثية
الحكم الشرعي ضعيف
القسم المناهي العملية
Content

سُئلتُ عن حديث: "مَن قَتَلَ عُصفُورًا بِعيرِ حَقِّهِ سَأَلَهُ اللهُ عَنهُ يَومَ القِيَامَةِ".

• قلتُ: هذا حديثٌ ضعيفٌ.

أخرجه أحمدُ (٢/ ١٦٦، ١٩٧)، وأَسَدُ السُّنَّة في "الزُّهد" (١٠٤ - بتحقيقي)، ويعقوبُ بنُ سُفيان في "تاريخه" (٢/ ٢٠٨) من طريق حمَّاد بن سَلَمة، عن عَمرِو بن دينارٍ، عن صُهيبٍ الحَذَّاءِ، عن عبد الله بن عمرو بن العاصِ مرفُوعًا به.

وقد تُوبِع حمَّادُ بن سلَمة ..

تابعه سُفيان بنُ عُيَينة فرَوَاه عن عمرِو بن دِينارٍ، لكنَّه قال: "صُهيبٌ مولَى عبدِ الله بن عَامرٍ".

أخرجه النَّسَائيُّ (٧/ ٢٠٦ - ٢٠٧، ٢٣٩)، والشَّافعيُّ في "مُسنَده" (١٧٦٦)، والحُمَيديُّ في "المُسنَد" (٥٨٧)، والطَّيالسِيُّ (٢٢٧٩)، وعبدُ الرَّزَّاق في "المصنَّف" (رقم ٨٤١٤)، والفَسَوِيُّ في "تاريخه" (٢/ ٢٠٨، ٧٠٣)، والطَّحاوِيُّ في "المشكل" (١/ ٣٧٢)، والحاكِم (٤/ ٢٣٣)، والبَغَويُّ في "شرح السُّنَّة" (١١/ ٢٢٥).

قال الحاكمُ: "صحيحُ الإسناد"، ووافقه الذَّهبيُّ. وليسَ كما قالَا؛ لِمَا يأتي.ص:83.

زاد الحُميدِيُّ في روايته: "فقيل لسُفيَانَ: فإنَّ حمَّاد بن زَيدٍ يقولُ فيه: أخبرنَا عمرٌو، عن صُهيبٍ الحَذَّاء؟ فقال سُفيانُ: ما سمعتُ عَمرًا قال قطُّ: صُهيبٌ الحَذَّاء، ما قال إلَّا: صُهيبٌ مولَى عبد الله بن عَامِرٍ". ووقَعَت هذه المراجَعة أيضًا عند الفَسَوِيِّ في "تاريخه"، لكنَّه قال: "حمَّاد"، ولم يَنسِبْهُ. ولم أَقِف على هذه الرِّواية لحمَّاد بن زَيدٍ. لكنَّ الذي وَقَفتُ عليه من روايتِهِ عند الفَسَوِيِّ (٢/ ٢٠٨)، قال: حدَّثنا سُليمان بن حربٍ، ثنا حمَّاد بن زَيدٍ، عن عمرِو بن دِينارٍ، عن عبد الله بن عمرٍو، فذكره، فلم يَذكُر "صُهيبًا". فلا أَدرِى، أَسقَطَ من الإسناد أم لا؟

ولَو ثَبَتَ أنَّ حمَّاد بن زَيدٍ يروِيهِ مثلَ روايةِ حمَّادِ بن سلَمة لكانَ مُرجِّحًا قويًّا لروايتِهِ.

وقَد وجدتُ لسُفيانَ بن عُيَينة مُتابِعًا.

تابعه شُعبةُ بن الحجَّاجِ فرواه عن عمرِو بن دينارٍ بسندِهِ سواءٌ.

أخرجه أحمدُ (٢/ ١٦٦، ٢١٠)، والطَّيالسِيُّ (٢٢٧٩).

ويُمكنُ الجمعُ بينَ رِوَايتِهِما وروايةِ حمَّادٍ، بأنَّ صُهيبًا الحَذَّاء هو مولى ابن عامرٍ، كما ذكر ابنُ حِبَّانَ وغيرُه.

وخالفَهُم أَبَانُ بن صالحٍ، فرواه عن عمرِو بن دِينارٍ، عن عمرِو بن الشَّريدِ، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا لَهَا مِن قتلِ عُصفُورةٍ! ".

فصار من مُسنَد الشَّريد بن سُويدٍ الثَّقفيِّ.

أخرجَهُ الطَّحاويُّ في "المُشكِل" (١/ ٣٧٢) قال: حدَّثنا أبُو أُمَيَّةَ، حدَّثنا خالدُ بن يزيدَ الكاهليُّ، حدَّثنا أبُو بكرٍ بنُ عيَّاشٍ، عن أَبَان بن صالحٍ بهذا.

وفي آخِرِهِ: قال أبُو بكرٍ - يعني: ابنَ عيَّاشٍ -: فما فوقَهُ، فما دونَهُ، إلَّا عجَّ إلى الله يوم القِيامَةِ: يا ربِّ! فُلان قتلني! فلا هو انتَفَعَ بي، ولا هو تَرَكَنِي أعيشُ.

ولكن أخرجَهُ الطَّبرانيُّ في "الكبير" (ج ٧/ رقم ٧٢٤٦) مِن طريق يَعقُوب بن سُفيان، ثنا خالدُ بن يزيدَ الكاهليُّ، ثنا أبُو بكرٍ بن عيَّاشٍ، عن أَبَان بن صالحٍ، عن ابن دِينارٍ، عن عمرو بن الشَّرِيد، عن أبيه، مرفُوعًا به.

كذا وقع في رواية الطَّبرانيِّ: "ابنُ دينارٍ"، بغيرِ تعيينٍ. والمَحفُوظُ في حديث الشَّريد بن سُويدٍ أن الَّذي يروِيهِ هو: صالحُ بنُ دِينارٍ، عن عمرِو بن الشَّريدِ، كما يأتي إن شاء اللهُ.

فلَستُ أدرِي: مَن الواهمُ في رواية الطَّحاويِّ؟ فلَعَلَّه - إن سلِمَ من التَّصحِيف - أَن يكُونَ مِن شيخِ الطَّحاوِيِّ، وهُو أبُو أُمَيَّةَ الطَّرسُوسِيُّ؛ ففي حفظِهِ مقالٌ.

وروايةُ ابن عُيينةَ ومَن مَعَهُ أَرجَحُ مِن غيرِ شكٍّ، ولكنِّي أُرَجِّح أنَّه وقع خطأٌ من النَّاسخِ أو الطَّابع، والكِتابُ مَلآنٌ بالأخطَاء الفاحشَةِ.

غَيرَ أن سَنَدَ هذا الحديث ضعيفٌ؛ وعلَّتُهُ: صهيبٌ مولَى ابن عامرٍ، فلَم يروِ عنهُ إلَّا عمرُو بنُ دينارٍ.

قال الحافظُ في "التَّلخيص" (٤/ ١٥٤)"وَأَعَلَّهُ ابنُ القطَّان بصهيبٍ مولى ابن عامرٍ الرَّاوِي عن عبدِ الله، فقالَ: لَا يُعرَف حالُه".

كتاب إسعاف اللبيث،ج:1،ص:85.

Loading...