سُئلتُ عن حديث: "مَن قَرَأ {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ … الآية} [آل عمران: ١٨]، ثُمَّ قَالَ: وَأَنَا أَشهَدُ بِمَا شَهِدَ اللهُ بِهِ، وَأَستَودِعُ اللهَ هَذِهِ الشَّهَادَةَ،

سُئلتُ عن حديث: "مَن قَرَأ {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ … الآية} [آل عمران: ١٨]، ثُمَّ قَالَ: وَأَنَا أَشهَدُ بِمَا شَهِدَ اللهُ بِهِ، وَأَستَودِعُ اللهَ هَذِهِ الشَّهَادَةَ،

اللفظ / العبارة' سُئلتُ عن حديث: "مَن قَرَأ {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ … الآية} [آل عمران: ١٨]، ثُمَّ قَالَ: وَأَنَا أَشهَدُ بِمَا شَهِدَ اللهُ بِهِ، وَأَستَودِعُ اللهَ هَذِهِ الشَّهَادَةَ،
متعلق اللفظ مسائل حديثية
الحكم الشرعي باطل لا أصل له
القسم المناهي العملية
Content

- سُئلتُ عن حديث: "مَن قَرَأ {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ … الآية} [آل عمران: ١٨]، ثُمَّ قَالَ: وَأَنَا أَشهَدُ بِمَا شَهِدَ اللهُ بِهِ، وَأَستَودِعُ اللهَ هَذِهِ الشَّهَادَةَ، وَهِيَ لِي عِندَهُ وَدِيعَةٌ. جِيءَ بِهِ يَومِ القِيَامَةِ، فَقِيلَ: عَبدِي هَذَا عَهِدَ إِلَيَّ عَهدًا، وَأَنَا أَحَقُّ مَن أَوفى بِالعَهدِ، أَدخلُوا عَبدِي الجَنَّةَ".

• قلتُ: هذا حديثٌ باطِلٌ.

أخرجه أبو الشَّيخ في "كتاب الثَّوَاب" -كما في "إتحاف السَّادة" (٥/ ١٣٣)، والعُقَيليُّ في "الضُّعفاء" (٣/ ٣٢٥) مِن طريق عمَّار بن عُمَر بن المُختار، قال: ثنا أَبِي، قال: حدَّثَني غالبٌ القَطَّان، عن الأعمش، عن أبِي وائلٍ، عن ابن مَسعُودٍ مرفُوعًا بهذا اللَّفظ.

وأخرجَهُ الطَّبرانيُّ في "الكبير" (ج ١٠/ رقم ١٠٤٥٣)، وابن عديٍّ في "الكامل" (٥/ ١٦٩٣ - ١٦٩٤)، وابنُ عبد البَرِّ في "الجامع" (١/ ٩٩)، والخطيبُ في "تاريخ بغداد" (٧/ ١٩٣، ١٩٤)، وأبُو نُعيمٍ في "الحِلية" (٦/ ١٨٧)، والبيهقيُّ في "الشُّعَب" -كما في "الدُّرِّ المنثور" (٢/ ١٢) - مِن طريق عمَّار بن عُمَر بن المُختار، عن أبيه، قال: حدَّثَنِي غالبٌ القَطَّانُ، قال: أَتَيتُ الكُوفة في تجارةٍ، فنَزَلتُ قريبًا من الأعمشِ، فكُنتُ أَختَلِفُ إليه، فلمَّا كان ذاتَ ليلةٍ أرَدتُ أن أنحَدِر إلى البصرة، قام،ص:186.

يتهجَّد من اللَّيل، فمرَّ بهذه الآيةِ: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ … } [آل عمران: ١٨]، قالَهَا مرارًا، قُلتُ: لقد سَمِع فيها شيئًا. فغدَوتُ إليه، فودَّعتُه، ثُمَّ قُلتُ: إنِّي سمِعتُك تُردِّدُها اللَّيلةَ. قال: وما بَلَغَك ما فيها؟ -قال:- قلتُ: وأنا عِندَك منذُ سَنةٍ لم تُحدِّثني بها. قال: والله! لا أُحدِّثُك بها سنةً. فكَتَبتُ ذلك اليومَ على بابِهِ، فلمَّا مضت سنَةٌ، قلتُ: يا أبا مُحمَّد! قد تمَّت السَّنةُ. فقال: حدَّثَنِي أبو وائلٍ، عن ابن مَسعُودٍ مرفُوعًا: "يُجاء بصاحِبِها يوم القِيامة، فَيقُول الله -عز وجل-: عَبدِي عَهِدَ إِلَيَّ عَهدًا … الحديث".

وسَنَدُه ضعيفٌ جدًّا؛ وعمَّارُ بن عُمَر، قال العُقيليُّ، بعد أن أَورَد هذا الحديثَ في ترجمته: "لا يُتَابَع على حديثه، ولا يُعرَفُ إلَّا به".

وقال الذَّهَبيُّ في "الميزان" (٣/ ١٦٦)"فيه كلامٌ".

وضعَّفه البَيهقِيُّ.

وأبُوه شَرٌّ منه، قال الذَّهَبيُّ، بعد أن أورَد له هذا الحديث: "والآفَةُ فيه من عُمَر؛ فإنَّهُ مُتَّهمٌ بوضع الحديثِ، قال ابنُ خُطَّافٍ: عُمَرُ مُتَّهَمٌ بالوضع. وصرَّح ابنُ عديٍّ في أوَّل ترجَمَته أنَّه يَروِي البواطيلَ. وقال البَيهقيُّ: عمَّارٌ وعُمَرُ ضعيفانِ، ولَم يأتِ به غيرُهما" ا. هـ.

[تنبيهٌ]

عزَا السِّيوطيُّ هذا الحديثَ في "الدُّرِّ المنثور" (٢/ ١٢) للطَّبرانيِّ في "الأوسط"، ولم أَجِدهُ فيه، فليُحَرَّر.ص:188.

كتاب إسعاف اللبيث،ج:1،ص:189.


Loading...