أخرجه أبو الشَّيخ في "كتاب الثَّوَاب" -كما في "إتحاف السَّادة"(٥/ ١٣٣)، والعُقَيليُّ في "الضُّعفاء"(٣/ ٣٢٥) مِن طريق عمَّار بن عُمَر بن المُختار، قال: ثنا أَبِي، قال: حدَّثَني غالبٌ القَطَّان، عن الأعمش، عن أبِي وائلٍ، عن ابن مَسعُودٍ مرفُوعًا بهذا اللَّفظ.
وأخرجَهُ الطَّبرانيُّ في "الكبير"(ج ١٠/ رقم ١٠٤٥٣)، وابن عديٍّ في "الكامل"(٥/ ١٦٩٣ - ١٦٩٤)، وابنُ عبد البَرِّ في "الجامع"(١/ ٩٩)، والخطيبُ في "تاريخ بغداد"(٧/ ١٩٣، ١٩٤)، وأبُو نُعيمٍ في "الحِلية"(٦/ ١٨٧)، والبيهقيُّ في "الشُّعَب" -كما في "الدُّرِّ المنثور"(٢/ ١٢) - مِن طريق عمَّار بن عُمَر بن المُختار، عن أبيه، قال: حدَّثَنِي غالبٌ القَطَّانُ، قال: أَتَيتُ الكُوفة في تجارةٍ، فنَزَلتُ قريبًا من الأعمشِ، فكُنتُ أَختَلِفُ إليه، فلمَّا كان ذاتَ ليلةٍ أرَدتُ أن أنحَدِر إلى البصرة، قام،ص:186.
يتهجَّد من اللَّيل، فمرَّ بهذه الآيةِ:{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ … }[آل عمران: ١٨]، قالَهَا مرارًا، قُلتُ: لقد سَمِع فيها شيئًا. فغدَوتُ إليه، فودَّعتُه، ثُمَّ قُلتُ: إنِّي سمِعتُك تُردِّدُها اللَّيلةَ. قال: وما بَلَغَك ما فيها؟ -قال:- قلتُ: وأنا عِندَك منذُ سَنةٍ لم تُحدِّثني بها. قال: والله! لا أُحدِّثُك بها سنةً. فكَتَبتُ ذلك اليومَ على بابِهِ، فلمَّا مضت سنَةٌ، قلتُ: يا أبا مُحمَّد! قد تمَّت السَّنةُ. فقال: حدَّثَنِي أبو وائلٍ، عن ابن مَسعُودٍ مرفُوعًا:"يُجاء بصاحِبِها يوم القِيامة، فَيقُول الله -عز وجل-: عَبدِي عَهِدَ إِلَيَّ عَهدًا … الحديث".
وسَنَدُه ضعيفٌ جدًّا؛ وعمَّارُ بن عُمَر، قال العُقيليُّ، بعد أن أَورَد هذا الحديثَ في ترجمته:"لا يُتَابَع على حديثه، ولا يُعرَفُ إلَّا به".
وقال الذَّهَبيُّ في "الميزان"(٣/ ١٦٦): "فيه كلامٌ".
وضعَّفه البَيهقِيُّ.
وأبُوه شَرٌّ منه، قال الذَّهَبيُّ، بعد أن أورَد له هذا الحديث:"والآفَةُ فيه من عُمَر؛ فإنَّهُ مُتَّهمٌ بوضع الحديثِ، قال ابنُ خُطَّافٍ: عُمَرُ مُتَّهَمٌ بالوضع. وصرَّح ابنُ عديٍّ في أوَّل ترجَمَته أنَّه يَروِي البواطيلَ. وقال البَيهقيُّ: عمَّارٌ وعُمَرُ ضعيفانِ، ولَم يأتِ به غيرُهما" ا. هـ.
[تنبيهٌ]
عزَا السِّيوطيُّ هذا الحديثَ في "الدُّرِّ المنثور"(٢/ ١٢) للطَّبرانيِّ في "الأوسط"، ولم أَجِدهُ فيه، فليُحَرَّر.ص:188.