أَحَبُّ الطَّعامِ إِلَى الله مَا كثُرَت عَلَيهِ الأَيدِي

أَحَبُّ الطَّعامِ إِلَى الله مَا كثُرَت عَلَيهِ الأَيدِي

اللفظ / العبارة' أَحَبُّ الطَّعامِ إِلَى الله مَا كثُرَت عَلَيهِ الأَيدِي
متعلق اللفظ مسائل حديثية
الحكم الشرعي ضعيف
القسم المناهي العملية
المحتوى

 سُئلتُ عن حديث: "أَحَبُّ الطَّعامِ إِلَى الله مَا كثُرَت عَلَيهِ الأَيدِي".

• قلتُ: قلتُ: هذا حديثٌ ضعيفٌ.

أخرجه أبُو يَعلَى (ج ٤/ رقم ٢٠٤٥)، والطَّبَرانيُّ في "الأوسط" (ج ٢/ ق ١٦١/ ١)، وابنُ عدي في "الكامل"، (٥/ ١٩٨٣)، وأبو نُعيمٍ في "أخبار أصبهان" (٢/ ٩٦)، والوزيرُ ابنُ الجرَّاح في "الأمالي" (١٨ - بتحقيقي)، ومن طريقه الذَّهَبيُّ في "السِّير" (١٥/ ٩) من طريق خَلَّاد بن أَسلَم، ثنا ابنُ أبي روَّادٍ، عن ابن جُريجٍ، عن أبي الزُّبير، عن جابرٍ مرفُوعًا.

قال الطَّبرانيُّ: "لم يَروِ هذا الحديثَ عن ابن جُريجٍ، إلَّا عبدُ المجيد".

وقال ابنُ عدي بعد أن ساقَ أحاديثَ أُخرى: "وكُلُّ هذه الأحاديثُ غير محفوظةٍ".

وعزاهُ المُنذِريُّ في "التَّرغيب" (٣/ ١٣٤) لأبي الشَّيخ في "كتاب الثَّواب"، وقال: "ولكنْ في هذا الحديث نَكَارَةٌ".

أمَّا الحافظُ العِراقيُّ، فقال في "تخريج الإحياء" - كما في "إتحاف السَّادة" (٧/ ١١٥) -: "إسنادُهُ حَسَنٌ!! " كذا قال! ولم يَلتَفِت إلى عَنعنةِ ابن جُريجٍ وأبي الزُّبَير!ص:219.

وعزاه الزَّبِيْدِيُّ في "الإتحاف" (٤/ ٢١٧) للضِّياء في "المختارة"، وقال: "إسنادُهُ حَسَنٌ" كذا! وإذا انضمَّ إنكارُ ابن عديٍّ والمُنذريِّ له، مع عنعنة ابن جُريجٍ وأبي الزُّبير، فكيف يَتَأتَّى الحكمُ عليه بالحُسْنِ؟!

وله شاهدٌ من حديث أبي هُريرة مرفُوعًا مثله.

أخرجه أبُو نُعيمٍ في "أخبار أصبهان" (٢/ ٨١) من طريق مِقدام بن داوُد المِصريِّ، حدَّثنا النَّضرُ بنُ عبد الجبَّار، ثنا ابنُ لَهِيعَة، عن عطاءٍ، عن أبي هُريرة.

وسندُه ضعيفٌ؛ لضعف المِقدامِ، وسُوءِ حِفظ ابن لِهيعَة، وتدليسِهِ.

وله شاهدٌ من حديث أنسٍ مرفُوعًا: "إنَّ الله يُحبُّ كثرةَ الأيدِي في الطَّعام".

أخرجه الدُّولابيُّ في "الكُنَى" (١/ ١٨٨) قال: حدَّثنا أبُو بكرٍ مُصعبُ بنُ عبدِ الله بن مُصعبٍ الواسطى، قال: حدَّثنا يزيدُ بن هارونَ، قال: أبنا عَنبَسَةُ بنُ سعيدٍ القطَّانُ، قال: أبنا سلَمَةُ بنُ سالمٍ، قال: لا أحسبُهُ إلَّا عن أنسٍ.

وسنَدُه واهٍ، وعَنبَسَةُ، تَرَكَهُ الفلَّاسُ، وضعَّفَه أبُو حاتمٍ، والعُقيليُّ، وغيرُهما.

وقد رأيتُ بعضَ الباحثين في كتابٍ لَهُ، قوَّى حديثَ التّرجمة بحديثِ وحشيِّ بن حربٍ، أن رجُلًا قال: يا رسول الله! إنَّا كلُ ولا نشبعُ؟ قال: "فلعلَّكم تأكلون مُتفرِّقين؟ اجتَمِعُوا على طعامِكُم، واذكُرُوا اسمَ اللهِ تعالى عليه، يُبارَكُ لكُم فيه".ص:220.

قال: وهو حديثٌ حَسَنٌ.

قلتُ: وفي بحثه نَظَرٌ، من وجهين ..

الأوَّل: أن هذا الحديثَ لا يَشهَدُ لحديث التَّرجمة من حيث المعنَى؛ ففي حديثٌ التَّرجمة: "أَحَبُّ الطعام"، وهذا القَدرُ غيرُ موجُودٍ في حديثٌ وَحشِيٍّ. ثُمَّ في حديثٌ وَحشيٍّ ذِكرُ البَرَكة بالاجتماع، ولا يُوجَدُ في حديثٌ التَّرجمةِ.

الثَّاني: أن هذا الحديثَ ليس بحَسَنٍ؛ فقد أخرجَهُ أبُو داودَ (٣٧٦٤)، وابنُ ماجَهْ (٣٢٨٦)، وأحمدُ (٣/ ٥٥١)، وابنُ حِبَانَ (١٣٤٥)، والحاكمُ (٢/ ١٠٣)، وابنُ أبي عاصمٍ في "الآحاد والمثاني" (ج ١/ ق ٤٩/ ٢)، والطَّبَرانيُّ في "الكبير" (ج ٢٢/ رقم ٣٦٨)، وأبو نُعيمٍ في "أخبار أصبهان" (٢/ ٣٥٥) من طُرُقٍ عن الوليد بن مُسلِمٍ، ثنا وَحشِيُّ بنُ حَربٍ، عن أبيه، عن جدِّه وَحشِيِّ بن حَربٍ فذكره.

وَسَكَتَ عنه الحاكمُ، والذَّهَبيُّ.

أمَّا العِراقيُّ، فحسَّنَهُ في "تخريج الإحياء" (٢/ ٤)

كذا قال! ووَحشِيُّ بنُ حربِ بن وَحشيٍّ، قال صالحٌ جزرةُ: "لا يُشتغل به ولا بأبيه".

وأبوهُ حربٌ مجهولٌ، قال الذَّهَبيُّ: "ما رَوَى عنه سوى ابنُهُ وحشيٌّ".

ولذلك قال ابنُ عبد البرِّ: "إسنادٌ ضعيفٌ"، نقله عنه الزَّبِيديُّ في "إتحاف السَّادة" (٥/ ٢١٧).ص:220.

كتاب إسعاف اللبيث،ج:1،ص:221.


Loading...