(فصل: ويكره أن يسمى المحرَّم: صفراً؛ لأن ذلك من عادة الجاهلية) .
قال ابن علان في شرحه: قال السيوطي:
(سئلت: لم خص المحرم بقولهم: شهر الله دون سائر الشهور مع أن فيها ما يساويه في الفضل أو يزيد عليه كرمضان؟ ووجدت ما يجاب به: بأن هذا الاسم إسلامي دون سائر الشهور في الجاهلية، وكان اسم المحرم في الجاهلية: صفر الأول، والذي بعده: صفر الثاني، فلما جاء الإسلام سماه الله: المحرم، فأضيف إلى الله تعالى، بهذا الاعتبار، وهذه فائدة لطيفة، رأيتها في: الجمهرة) انتهى.
صفر الخير:(٢)
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:((لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفرة)) متفق عليه.
زاد مسلم:((ولا نوء، ولا غول)) .
وفي معنى:((لا صفر)) أقوال ثلاثة:
أنه داء في البطن يعدي؛ ولهذا فهو من باب عطف الخاص:((ولا صفر)) على العام: ((لا عدوى)) .
أو أنه نهى عن النّسأ، الذي كانت تعمله العرب في جاهليتها وذلك حينما يريدون استباحة الأشهر الحُرم فإنهم يؤخرونه إلى شهر صفر. والثالث:أنه شهر صفر؛ إذ كانت العرب تتشاءم به. ولهذا نعته بعْضٌ بقوله:((صفر الخير)) منابذة لما كانت تعتقده العرب في جاهليتها؛ ولهذا تراه في:((الملحق)) فيما يأتي.
وبعض يقول:((صفر الخير)) تفاؤلاً يرد ما يقع في نفسه من اعتقاد التشاؤم فيه. وهذه لوثة جاهلية من نفسه من نفس لم يصقلها التوحيد بنوره.