أخرَجَهُ الطَّبَرانيُّ في "الأوسط"(٥٨٩٠)، وفي "الصَّغير"(٢/ ٢٣)، والبَيهقِيُّ في "الشُّعَب"(٢٣٤١)، وأَبُو نُعيمٍ في "أخبار أصبهانَ"(٢/ ٢٢٣)، وأَبُو مُحَمَّدٍ الخلَّالُ في "فضائل سُورة الإخلاص"(رقم ٥٦) مِن طريق إسماعيل بن مُوسَى السُّدِّيِّ، ثنا مُحمَّدُ بنُ فُضيلٍ، عن مُطرِّفِ بن طَرِيفٍ، عن المنهال بن عمرٍو، عن مُحمَّد بن الحَنفِيَّة، عن عليّ بن أبي طالبٍ، فذَكَرَه.
قال الطَّبرانيُّ:"لم يَروِ هذا الحديثَ عن مُطرِّفٍ إلَّا ابنُ فُضيل، تفرَّد به إسماعيلُ بن مُوسَى" كذا قال!
ولم يتفرَّد به ابنُ فُضيلٍ ..
فتابَعَهُ عبدُ الرَّحيم بنُ سُليمان، فرواه عن مُطرِّفٍ، عن المِنهال، عن مُحمَّد بن الحَنَفِيَّة، عن عليٍّ فذَكَرَ مثله.
أخرَجَه البَيهَقيُّ في "الشُّعَب"(ج ٥/ رقم ٢٣٤٠) مِن طريق أبي بكرٍ بن أبي شَيبة، ثنا عبدُ الرَّحيم.
وهذا التَّعقُّبُ على الطَّبَرانيِّ، يتمُّ إذا ثَبَت أن الإسناد عِند البَيهقِيِّ موصُولٌ بذكر علي بن أبي طالبٍ.ص:367.
فقد أخرَجَهُ ابنُ أبي شَيبة في "المُصنَّف"(٧/ ٣٩٨ - ٣٩٩، و ١٠/ ٤١٨ - ٤١٩) قال: حدَّثَنا عبدُ الرَّحيم بنُ سليمان بسنده سواءٌ مثلَه.
ووضع المُحقِّق:"عن عليٍّ" بين مَعقُوفَتين، ثُمَّ ذَكَر أنَّه زَادَهُ؛ لأنَّ صاحب "كنز العُمَّال" عزا الحديثَ إلى ابن أبي شَيبة عن عليٍّ.
وهذا تَصرُّفٌ خطأ، لا يجوزُ ارتكابُه لهذا السَّبَب، وشَرحُ ذلك يطولُ.
فالذي عِندي أن رِوايَةَ عبد الرَّحيم بن سُليمان، عن مُطرِّفٍ مُرسلةٌ.
يَدُلُّ عليه نقدُ الطَّبَرانيِّ.
ورأيتُه في "عِلل الدَّارَقُطنيِّ"(٤/ ١٢٣)، فقال:"أسَنَده إسماعيلُ ابنُ بنتِ السُّدِّيّ، عن مُحمَّد بن فُضيلٍ، عن مُطرِّفٍ، عن المنهال بن عمرٍو، عن ابن الحنفيَّةِ، عن عليٍّ. وخالَفَهُ مُوسى بنُ أَعيَنَ، وأسباطُ بنُ مُحَمَّدٍ، وغيرُهما، فرَوَوْهُ عن مُطرِّفٍ، عن المنهال، عن ابن الحَنَفِيَّةِ، مُرسَلًا. وكذلك رَوَاهُ حمزةُ الزَّيَّاتُ، عن المنهال، عن ابن الحَنَفِيَّةِ، مُرسَلًا. وهُو أَشبَهُ بالصَّواب" انتهى كلامُ الدَّارقُطنيِّ.
وقَد رجَّح المُرسَلَ؛ لأنَّ الرِّواية الموصُولة فِيها إسماعيل بنُ مُوسى ابن بنت السُّدِّيِّ، وفي حفظِهِ مقال معرُوفٌ، وقد تَفرَّد بوَصلِه، كما قال الطَّبَرانِيُّ، ويُشير إليه نَقدُ الدَّارقُطنيِّ.
وقد خُولِف مُطرِّفُ بنُ طَريفٍ ..
خالَفَهُ الحَسَنُ بنُ عُمارةَ، فرواه عن المنهال بن عَمرٍو، عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن مَسعُودٍ، عن أبيه … فذَكَرَ مِثلَه.