أَمَانُ العَبدِ جَائِزٌ

أَمَانُ العَبدِ جَائِزٌ

اللفظ / العبارة' أَمَانُ العَبدِ جَائِزٌ
متعلق اللفظ مسائل حديثية
الحكم الشرعي منكر
القسم المناهي العملية
Content

سُئلتُ عن حديث: "أَمَانُ العَبدِ جَائِزٌ".

• قلتُ: هذا حديثٌ مُنكَرٌ مرفُوعًا.

أخرَجَهُ أبو عَمرٍو السَّمَرقَنديُّ في "الفوائد المُنتَقاة" (رقم ٧٢ - بتحقيقي) مِن طريق إسماعيل بن عبد الرَّحمن، عن مِسعَر بن كِدامٍ، عن عمرو بن مُرَّة، عن أبي البَخْتَرِيِّ، عن سَلمان الفارسيِّ مرفُوعًا به.

وهذا سندٌ منقطعٌ؛ فنقل ابنُ أبي حاتمٍ في "المراسيل" (ص ٧٦) عن أبيه، قال: "أبو البَخْتَرِيِّ الطَّائيُّ لم يلق سَلمانَ. وأمَّا قولُ أبي البَخْتَرِيِّ: "أنَّهُم حاصَرُوا نَهاوَندَ" يعني أن المُسلمين حاصَرُوا".

وذَكَرَهُ الزَّيلَعِيُّ في "نصب الرَّاية" (٣/ ٣٩٦) عن أبي مُوسَى الأشعريِّ مرفُوعًا، بلفظ: "أَمَانُ العبد أمانٌ"، وقال: "غريبٌ"، يعني: لا أصل له، وهو اصطلاحٌ خاصٌّ به، يُطلِقُه على الأحاديث التي وَقَعَت في "الهداية" وليس لها أصلٌ، كما صرَّح بذلك شيخُنا العلَّامة أبُو عبد الرَّحمن الألبانيُّ - حفظه الله - في "الضَّعيفة" (٢/ ٤٤).

وصَرَّح ابنُ الهُمام في "فتح القدير" (٤/ ٣٠٢) بأنه: "لا يُعرَف لها أصلٌ".

وأَخرَجَ البيهقيُّ (٩/ ٩٤) بسَنَدٍ ضعيفٍ - كما قال الزَّيلَعيُّ -، عن عليِّ بن أبي طالبٍ - رضي الله عنه - مرفُوعًا: "لَيس للعبدِ من الغَنيمة شيءٌ، إلَّا خُرْثِيُّ المتاع، وأمانُه جائزٌ إذا هُو أعطَى القومَ الأمانَ".ص:431.

وأخرج عبدُ الرَّزَّاق في "المُصنَّف" (٥/ ٢٢٢) قال: حدَّثَنا مَعمَرٌ ..

وسعيدُ بنُ مَنصُورٍ في "سُنَنه" (٢٦٠٨، ٢٦٠٩) قال: نا أَبُو شِهابٍ، وأبُو مُعاوِية ..

ثلاثَتُهُم، عن عاصم بن سُليمان الأحولِ، عن فُضيل بن زيدٍ الرَّقَاشِيِّ، قال: شهِدتُ قريةً مِن قُرى فارس، يُقال لها: "شاهرتا"، فحَاصَرْنَاها شهرًا، حتَّى إذا كان ذاتَ يومٌ، وطَمِعنا أن نُصَبِّحَهم، انصرَفنَا عَنهُم عِندَ المقيل، فتَخلَّف عبدٌ مِنَّا، فاستَأمَنُوه، فكَتَبَ إِلَيهم في سهمٍ أمانًا، ثُمَّ رَمَى به إليهم، فلمَّا رَجَعنَا إليهم خَرَجُوا في ثِيابِهم، وَوَضَعُوا أسلِحَتَهم، فقُلنَا: "ما شأنُكم؟ "، فقالُوا: "أَمَّنتُمونا"، وأخرَجُوا إِلينا السَّهمَ فيه كتابُ أَمانِهم، فقُلنا: "هذا عبدٌ، والعَبدُ لا يَقدِر على شيءٍ"، قالُوا: "لا ندري عبدَكم مِن حُرِّكم، وقد خَرَجنا بأمانٍ". قال: فكَتَبنَا إلى عُمَر بعضَ قِصَّتِهم، فكتب عُمَر: "إنَّ العبدَ المُسلِم من المُسلِمين أمانُهُ أمانُهُم". قال: فَفاتَنَا ما كُنَّا أشرفنا عليه من غنائِمهم.

وهذا لَفظُ مَعمرٍ.

وأخرَجَهُ البَيهقيُّ (٤/ ٩٤) عن شُعبة، عن عاصمٍ الأحولِ مُختصَرًا.

وهذا سندٌ صحيحٌ.

فالصَّوابُ في هذا الحديثِ الوقفُ.

واللهُ أعلَمُ.

كتاب إسعاف اللبيث،ج:1،ص:432.


Loading...