سُئلتُ عن حديث: " إِنَّ الفَقرَ كُفرٌ ".

سُئلتُ عن حديث: " إِنَّ الفَقرَ كُفرٌ ".

اللفظ / العبارة' سُئلتُ عن حديث: " إِنَّ الفَقرَ كُفرٌ ".
متعلق اللفظ مسائل حديثية
الحكم الشرعي لا يصح
القسم المناهي العملية
Content

- سُئلتُ عن حديث: " إِنَّ الفَقرَ كُفرٌ ".

• قلتُ: لم أَقِف عليه بهذا اللَّفظ.

ولكن أخرَجَهُ أبُو نُعيمٍ في " الحلية " (٣/ ٥٣، ١٠٩، و ٨/ ٢٥٣)، ومِن طريقِهِ ابنُ الجَوزِيِّ في " الواهيات " (٢/ ٣٢٠) من طريق أبي عاصمٍ النَّبيلِ، ويُوسُفَ بن أسباطَ ..

والبَيهقيُّ في " الشُّعَب " (ج ٥/ رقم ٦٦١٢) مِن طريق مُحمَّد بن يُوسُفَ الفِريابيِّ ..

والعُقيليُّ في " الضُّعفاء " (٤/ ٢٠٦) من طريق أبي عاصمٍ، ثَلاثَتُهم عن سُفيان الثَّوريِّ، عن حجَّاجِ بن فُرَافِصَة، عن يزيدَ الرَّقَاشِيِّ، عن أَنَسٍ مرفوعًا: " كاد الفَقرُ أَن يَكُونَ كُفرًا، وكادَ الحَسَدُ أن يَغلِبَ القَدَر ".

وخالَفَهُم النُّعمانُ بنُ عبد السَّلَام الأَصبهانِيُّ، فرواه عن الثَّوْريِّ، عن حجَّاج بن أرطاةَ، عن يزيدَ الرَّقَاشِيِّ، عن أنسٍ مثلَه.

فجَعَلَ شيخَ الثَّوْريِّ " ابنَ أَرطاةَ "، بدل " ابنِ فُرَافِصَة ".

أخرَجَهُ أبو نُعيمٍ في " أخبار أصبهان " (١/ ٢٩٠) مِن طريق حَمَّاد بن زيدٍ المُكْتِبِ، ثنا النُّعمانُ.

والنُّعمانُ هو أَرفَع مَن رَوَى عن الثَّوْريِّ مِن أهل أصبهانَ، وقال الحاكِمُ: " ثقة مأمونٌ "، وقال أبو حاتمٍ: " محِلُّهُ الصِّدق ".

وحمَّادُ بنُ زيدٍ المُكْتِبُ قال أبُو نُعيمٍ: " كان مِن أفاضل النَّاس "، ولم،ص:69.

يَذكُره بحفظٍ.

والحديثُ مُعَلٌّ على كلِّ حالٍ.

وأخرجَهُ أحمدُ بنُ مَنيعٍ في " مُسنَده " - كما في " المطالب العالية " (ق ٩٠/ ١) -، قال: حدَّثَنا يحيى بنُ سعيدٍ، عن الأعمَشِ، عن يزيد الرَّقَاشِيِّ، عن الحَسَن، أو عن أنَسٍ فذكَرَه مرفُوعًا.

هكذا رواه على الشَّكِّ.

وسَنَدُه ضعيفٌ جدًّا؛ ويزيدُ الرَّقَاشِيُّ متروكٌ.

وقال ابن الجوزيِّ: " هذا حديثٌ لا يصحُّ عن رسُول الله - صلى الله عليه وسلم -. ويزيدُ الرَّقَاشِيُّ لا يُعوَّل على ما يَروِي. قال شُعبةُ: لَأَن أَزنِي أحبُّ إليَّ مِن أن أَروِي عن يزيدَ الرَّقَاشِيِّ ".

ورواه مَعمَرُ بنُ زائدةَ، عن الأعمش، عن زيد بن وهبٍ، عن عُمَر ابن الخطَّاب مرفُوعًا فذَكَرَه.

فخالف مَعمَرُ بنُ زائدة يحيَى بنَ سعيدٍ في إسنادِهِ.

وأعلَّ العُقيليُّ حديثَ عُمَرَ بمَعمَرِ بنِ زائدةَ، وقال: " لا يُتَابَعُ على حديثِه ".

ورواه يحيى بنُ يمانَ، عن الثَّوريِّ، عن الأعمش، عن يزيدَ الرَّقَاشِيِّ، عن أنَسٍ مرفُوعًا فذَكَره.

أخرَجَهُ ابنُ عديٍّ في " الكامل " (٧/ ٢٦٩٢) وقال: " وهذا عن الثَّوْريِّ، يرويه ابنُ يمانَ "، وهو يُشِير إلى تَفَرُّدِه عن الثَّوْريِّ بروايته عن الأعمش، وقد عَلِمتَ أنَّ ثلاثةً مِن أصحاب الثَّوْريِّ رَوَوهُ عنه، عن،ص:70.

حجَاج بن فُرَافِصَة.

ويحيَى بن يمانَ يُضَعَّفُ.

وأخرَجَهُ العُقيليُّ في " الضُّعَفاء " (١/ ٢٥٤) من طريق المُعتَمِر بن سُليمان، قال: حدَّثَنا حُسَينٌ أبُو المُنذِر، عن يزيدَ الرَّقَاشِيِّ، عن أنسٍ مرفُوعًا مثله.

وعنده: " كادت الفاقة ".

ونقل العُقيليُّ عن البُخاريِّ، قال: " حُسينٌ أبو المُنذِر، عن الرَّقَاشِيِّ، سمِعَ منه مُعتَمِرٌ، ولم تَصِحَّ روايتُه "، ثُمَّ قال العُقيليُّ: " لا يُتابَعُ عليه، إلَّا مِن طريقٍ تُقارِبُه "، يعني: في الضَّعف.

وبالجُملة، فهذا الوجه معلٌّ؛ وآفته يزيدُ الرَّقَاشِيُّ.

لكِنَّهُ لم يتفرَّد به ..

فتابَعَهُ سُليمانُ التَّيميُّ - وهو ثِقةٌ -، فرواه عن أنَسٍ - رضي الله عنه -، مرفُوعًا: " كاد الحَسَدُ يسبقُ القَدَر، وكادت الحاجَةُ تكونُ كفرًا".

أخرَجَهُ الطَّبَرانيُّ في " المُعجَم الأوسط " (٤٠٤٤) قال: حدَّثَنا عليٌّ - وهو ابنُ سعيدٍ -، قال: حدَّثَنِي أحمدُ بنُ مُحمَّد بن عُمَر بن عبد الحميد الكاتبُ، قال: حدَّثَنِي عمرُو بنُ عُثمان الكِلابيُّ، قال: نا عيسى بنُ يُونُس، عن سُليمان التَّيميِّ به.

قال الطَّبَرانيُّ: " لم يَروِ هذا الحديثَ عن سُليمان إلَّا عيسى، ولا عن عيسى إلَّا عمرُو بنُ عُثمان. تفرَّد به أحمدُ بنُ مُحمَّدٍ الكاتبُ ".ص:71.

 قُلتُ: ولم أَقِف لهذا الكاتِبِ على ترجَمَةٍ.

وعمرُو بنُ عُثمان ليَّنَه العُقيليُّ، وتَرَكَهُ النَّسائيّ، وقال أبُو حاتمٍ: " يَتكلَّمُون فيه. يُحدِّثُ مِن حِفظه بمناكير ".

فلا تَثبُت هذه المُتابَعة.

وذَكَرَ العِراقيُّ هذا الوجه في " تخريج الإحياء " (٤/ ١٨٧)، وقال: " فيه ضَعفٌ "، وكذلك ضَعَّف رِواية الرَّقَاشِيِّ، عن أَنَسٍ.

واللهُ أعلَمُ.

كتاب إسعاف اللبيث،ج:1،ص:72.

Loading...