مَن قَنَعَ بِما رَزَقَهُ اللهُ دَخَلَ الجَنَّةَ".

مَن قَنَعَ بِما رَزَقَهُ اللهُ دَخَلَ الجَنَّةَ".

اللفظ / العبارة' مَن قَنَعَ بِما رَزَقَهُ اللهُ دَخَلَ الجَنَّةَ".
متعلق اللفظ مسائل حديثية
الحكم الشرعي موضوع
القسم المناهي العملية
Content

سُئلتُ عن حديث: "مَن قَنَعَ بِما رَزَقَهُ اللهُ دَخَلَ الجَنَّةَ".

* قلتُ: هذا حديثٌ ضعيفٌ جدًّا، بل موضوعٌ.

أخرَجَهُ ابنُ شَاهِينَ في "التَّرغيب" (٣٠٣/ ١) قال: حدَّثَنا يحيى بنُ مُحمَّدِ بن صاعدٍ، ثنا سُليمانُ بنُ الرَّبيع بن هشامٍ الهِندِيُّ، ثنا كادِحٌ - يعني: ابنَ رحمة الزَّاهِدِيَّ -، ثنا المُعَلَّى بنُ عرْفَانَ، عن شَقيقٍ، عن ابن مَسعُودٍ مرفُوعًا: "مَن قَنَعَ بِمَا رُزِقَ دَخَلَ الجَنَّةَ".

وهذا سَنَدٌ ساقطٌ؛ وكادحٌ هذا قد ذَهَب كَدْحُهُ سُدًى؛ فقد كان كذَّابًا.

وتابَعَهُ عَنبَسَةُ بنُ عبد الرَّحمن، فرواه عن المُعَلَّى بسَنَده سواء، بلفظ: "انتهى الإِيمانُ إلى الوَرَع. مَن قَنَع بما رَزَقَهُ اللهُ دَخَلَ الجنَّة، ومن أراد الجَنَّة بلا شكٍّ فلا يَخافُ في الله لومةَ لائمٍ".

أخرَجَهُ الدَّارَقُطنيُّ في "الأفراد"، ومن طريقه ابنُ الجوزيِّ في "العِلل المُتناهية" (رقم ١٣٦٦) من طريق أبي كُرَيبٍ، قال: نا مخُتارُ بنُ غَسَّانَ، عن عَنبَسَة به.

وقال الدَّارَقُطنيُّ: "تفرَّد به عَنبَسَةُ، عن المُعَلَّى. وتفرَّد به المُعَلَّي، عن شَقيقٍ".

وقال ابنُ الجوزيِّ: "قلتُ: عَنبَسَةُ والمُعَلَّى مَترُوكان"، وكذلك قال،ج:183.

النَّسائِيُّ وغيرُه، وقال ابنُ حِبَّانَ: "كلاهما يَروِي الموضُوعاتِ. لا يجُوزُ الاحتجاجُ بهما".

وقولُ الدَّارَقُطنيِّ: "تفرَّد به عَنبَسَةُ، عن المُعَلَّى" فيه نَظَرٌ، كما رأيتَ؛ فقد تابَعَهُ كادحُ بنُ رحمةَ، وإِن كانَت مُتابَعةً تالِفَةً، فإن الدَّارَقُطنيَّ، والطَّبَرانيَّ وغيرَهُما، لا يَقصِدَان ثُبوتَ المُتابَعة، بل يَنفِيَان وُجُودَها، صَحَّت أم لم تَصِحَّ. وقد شَرَحتُ شيئًا من هذا في كتابي "عوذُ الجَانِي بتسديد الأوهام الوَاقِعَة في أَوسَط الطَّبَراني".

ويُغنِي عن هذا الحديثِ ما:

أَخرَجه مُسلِمٌ (١٠٥٤/ ١٢٥)، والتِّرمذيُّ (٢٣٤٨)، وأحمدُ في "المُسنَد" (٢/ ١٦٨)، وفي "الزُّهد" (٨)، والبَيهَقِيُّ في "السُّنَن الكبير" (٤/ ١٩٦)، وفي "الأربعون الصُّغرَى" (٥٥ - بتحقيقي) مِن حديث عبدِ الله بنِ عَمرٍ - رضي الله عنهما - مرفُوعًا: "قَد أَفلَحَ مَن أَسلَمَ، ورُزِقَ كفافًا، وقنَّعه اللهُ بِما آتاه".

وللحديث طُرُقٌ أُخرَى وشواهدُ، ذَكَرتُها في "تَخريج الأربعين للبيهقيِّ". فلِلَّهِ الحمدُ.ص:184.

كتاب إسعاف اللبيث،ج:2،ص:185.

Loading...