مِن أَشرَاطِ السَّاعَةِ: مَوتُ الرَّجُلِ فَجأةً

مِن أَشرَاطِ السَّاعَةِ: مَوتُ الرَّجُلِ فَجأةً

اللفظ / العبارة' مِن أَشرَاطِ السَّاعَةِ: مَوتُ الرَّجُلِ فَجأةً
متعلق اللفظ مسائل حديثية
الحكم الشرعي ضعيف
القسم المناهي العملية
Content

- سُئلتُ عن حديث: "مِن أَشرَاطِ السَّاعَةِ: مَوتُ الرَّجُلِ فَجأةً".

• قلتُ: هذا حديثٌ ضعيفٌ.

أخرَجَهُ أبو عَمرٍ والدَّانِيُّ في "السُّنَن الواردة في الفِتن" (٣٩٥، ٣٩٩) من طريق حَمَّاد بن سَلَمة، عن عاصم بن بَهدَلَة، عن الشَّعبيِّ، أنَّ رسُول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّ مِن أشراط السَّاعة مَوتُ الفَجأةِ".

وهذا سَنَدٌ ضعيفٌ؛ لإرساله.

وقد رأيتُهُ موصُولًا.

أخرَجَهُ الطَّبَرانيُّ في "الصَّغير" (٢/ ١٢٩) قال: حدَّثَنا الهَيثَمُ بن خالدٍ المِصِّيصِيُّ، حدَّثَنا عبدُ الكبير بنُ المُعَافَى بنِ عِمرَانَ، حدَّثَنا شَريكٌ، عن العبَّاس بن ذُرَيحٍ، عن الشَّعبِيِّ، عن أنَسٍ مرفُوعًا: "مِنَ اقتراب السَّاعَة أن يُرَى الهِلالُ قُبُلًا، فيُقالُ لِلَيلَتَينِ، وأن تُتَّخَذَ المَسَاجِدُ طُرُقًا، وأن يظهر مَوتُ الفجأة".

قال الطَّبَرانيُّ: "لم يَروِه عن الشَّعبيِّ إلَّا العبَّاسُ بنُ ذُرَيحٍ، ولا عَنهُ إلَّا شَريكٌ. تفرَّد به عبدُ الكبير".

وأعَلَّه الهَيثمِيُّ في "المَجمَع" (٧/ ٣٢٥) بالهَيثَم بن خالدٍ، شيخِ الطَّبَرانيِّ، وقال: "إنَّه ضعيفٌ".ص:307.

ومَن نَظَرَ في نقد الطَّبَرانىِّ وقَع له أنَّ الهَيثَم لم يَتَفرَّد به.

والصَّوابُ إِعلالُه بشريكِ بن عبد الله النَّخْعِيِّ؛ فهو سَيِّءُ الحِفظ.

أمَّا الرَّاوِي عنه، وهو عبدُ الكبير بنُ المُعَافَى، فقد قال فيه أبو حاتمٍ الرَّازِيُّ - كما في "الجرح والتَّعديل" (٣/ ١/ ٦٣) -: "كان ثِقَةً رِضًا، وكان يُعَدُّ مِنَ الأبدال".

ورأيتُ لِلحَدِيثِ طريقًا آخرَ عن أنسٍ.

أخرَجَهُ ابنُ عَديٍّ في "الكامل" (٢/ ٧٠٥)، ومن طريقه ابنُ الجَوزِيِّ في "الواهيات" (١٤٩١) من طريق الحَسَن بن عُمَارةَ، عن الحَوَارِيِّ بن زيادٍ، عن أنسٍ مرفُوعًا: "إِنَّ من اقتراب السَّاعة: فُشُوُّ الفَالِج، ومَوتُ الفجأة".

وسَنَدُه ضعيفٌ جدًّا؛ والحَسَنُ بن عُمارةَ مَطرُوحٌ، كذَّبَه ابنُ مَعِينٍ وغيرُه، وتَرَكَهُ آخَرُون. وسيأتي بسطُ حالِهِ عند رقم (٢٨٩).

وبالجُملة: فالحديث لا يَصِحُّ من كُلِّ طُرُقِه.

واللهُ أعلَمُ.

كتاب إسعاف اللبيث،ج:2،ص:308.

Loading...