"أَمِيرَانِ، وَلَيسَا بِأَمِيرَينِ: المَرأَةُ تَحُجُّ مَعَ القَومٍ، فَتَحِيضُ قَبلَ أَن تَطُوفَ بِالبَيتِ طَوَافَ الزِّيَارَةِ، فَلَيسَ لِأصحَابِهَا أَن يَنفِرُوا حَتَّى يَستَأذِنُوهَا،

"أَمِيرَانِ، وَلَيسَا بِأَمِيرَينِ: المَرأَةُ تَحُجُّ مَعَ القَومٍ، فَتَحِيضُ قَبلَ أَن تَطُوفَ بِالبَيتِ طَوَافَ الزِّيَارَةِ، فَلَيسَ لِأصحَابِهَا أَن يَنفِرُوا حَتَّى يَستَأذِنُوهَا،

اللفظ / العبارة' "أَمِيرَانِ، وَلَيسَا بِأَمِيرَينِ: المَرأَةُ تَحُجُّ مَعَ القَومٍ، فَتَحِيضُ قَبلَ أَن تَطُوفَ بِالبَيتِ طَوَافَ الزِّيَارَةِ، فَلَيسَ لِأصحَابِهَا أَن يَنفِرُوا حَتَّى يَستَأذِنُوهَا،
متعلق اللفظ مسائل حديثية
الحكم الشرعي ضعيف جدا
القسم المناهي العملية
Content

 سُئلتُ عن حديث: "أَمِيرَانِ، وَلَيسَا بِأَمِيرَينِ: المَرأَةُ تَحُجُّ مَعَ القَومٍ، فَتَحِيضُ قَبلَ أَن تَطُوفَ بِالبَيتِ طَوَافَ الزِّيَارَةِ، فَلَيسَ لِأصحَابِهَا أَن يَنفِرُوا حَتَّى يَستَأذِنُوهَا، وَالرَّجُلُ يَتبَعُ الجِنَازَةَ، فَيُصَلِّي عَلَيهَا، فَلَيسَ لَهُ أَن يَرجعَ حَتَّى يَستَأمِرَ أَهلَ الجِنَازَةِ".

• قلتُ: هذا حديثٌ ضعيفٌ جدًّا.

أخرَجَهُ البَزَّارُ (٧٩٥ - زوائد ابن حجر) قال: حدَّثَنا أحمدُ بن داوُد الكُوفيُّ، ثنا أحمدُ بنُ عبد الغَفَّار، ثنا الأَعمَشُ، عن أبي سُفيان، عن جابرٍ مرفُوعًا فذَكَرَه.

قال البَزَّارُ: "لا نَعلَمُه بهذا اللَّفظ من وجهٍ أَحسَنَ مِن هذا، على أن الأعمشَ لم يَسمَع مِن أبي سُفيان، وقد رَوَى عنه نحوَ مئةِ حديثٍ. ولا رَوَى هذا عن الأعمش غيرُ عبد الغَفَّار".

• قلتُ: كذا وَقَع في الإسناد: "أحمدُ بنُ عبد الغَفَّار"، وفي نقد البَزَّارِ: "عبد الغَفَّار"، والصَّوابُ أنَّه: "عَمرُو بنُ عبد الغَفَّار"؛ فقد ذَكَر الذَّهبيُّ في "الميزان" (٣/ ٢٧٢) هذا الحديثَ، ونَقَلَه مِن "مُسنَد البَزَّار" في ترجمة عَمرٍو، ثُمَّ أَعقَبَهُ بقولِه: "تَفَرَّد به عَمرٌو. وعَمرو مُتَّهَمٌ"، وقد تَرَكَه ابنُ المَدِينِيِّ، وأبُو حاتِمٍ، وقال ابنُ عَديٍّ: "اتُّهِمَ بِوَضعِ الحديث".ص:348.

ثُمَّ وقفتُ علَى الحديث في "أخبار أصبهان" (٢/ ٨٨) لأبي نُعيمٍ، فرأَيتُه يروِيه من طريق أحمدَ بن أبي داوُد الحَنَّاطِ، ثنا عَمرُو بنُ عبد الغَفَّار، عن الأَعمَش، بِهَذَا الإسناد سواء.

فثَبَتَ ما ظَهَر لي، والحمدُ لله.

وهذا الإسناد ضعيفٌ جدًّا.

على أن البَزَّار قد أَظهَر له علَّةً، فقال: "الأعمشُ لَم يَسمَع مِن أبي سُفيان"، فتَعَقَّبه الهَيثَمِيُّ بقوله: "عَجِبتُ مِن قوله: لَم يَسمَع الأعمشُ مِن أبي سُفيان! ".

وسِرُّ تَعَجُّب الهَيثَمِيِّ مِن قول البَزَّار أنَّه قَد ثَبَتَ سَمَاعُ الأعمش مِن أبي سُفيان - واسمُه: طَلحةُ بنُ نافع -.

وقد وَقَعَ هذا السَّماعُ في "صحيح البُخاري"، فأخرَجَ البُخاريُّ في "كتاب الأشربة" (١٠/ ٧٠) قال: حدَّثَنا قُتيبةُ، حدَّثَنا جَرِيرٌ، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، وأبي سُفيان، عن جابرٍ، قال: جاء أبو حُميدٍ بقَدَحِ لَبَنٍ مِنَ النَّقِيع، فقال رسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَلا خَمَّرتَهُ، ولَو أَن تَعرِضَ عليه بِعُودٍ".

وأخرَجَهُ مُسلِمٌ في "الأشربة" (٢٠١١/ ٩٥) قال: حدَّثَنا عُثمانُ بن أبي شَيبَةَ، ثنا جَريرٌ مِثلَه.

ثُمَّ أخرَجَه البُخاريُّ عَقِبَهُ، مِن طريق حَفص بن غِيَاثٍ، عن الأعمش، قال: حدَّثَني أبو سُفيان، عن جابرٍ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بهذا.

وقد أخرج الشَّيخانِ معًا حديثَ الأعمشِ، عن أبي سُفيانَ، عن جابرٍ،ص:349.

مرفُوعًا: "اهتَزَّ عَرشُ الرَّحمن لِمَوتِ سعد بن مُعاذٍ".

وقد قَرَنَ البُخاريُّ رواية أبي سُفيان برواية أبي صالحٍ، في هَذَين الحَدِيثَين.

ولَم يَروِ البُخاريُّ شيئًا للأعمشِ عن أبي سُفيان غيرَ هذين الحديثين، ورِوَايَتُهُ في الموضعين مَقرُونَةٌ برواية أبي صالحٍ.

أمَّا مُسلِمٌ، فأخرَجَ نحوَ ثلاثين حديثًا لهذه التَّرجمة: "الأعمش عن أبي سُفيان".

ولَعلَّ البَزَّارَ أرادَ أن الأعمش لم يَسمَع مِن أبي سُفيانَ هذا الحديثَ، وهذا سائغٌ، لو أراده البَزَّارُ؛ وذلك لأنَّ الأعمَشَ مُدَلِّسٌ، وقَد عَنعَنَهُ. والله أعلم.

وقد وَجَدتُ له شاهدًا من حديث أبي هُريرَة - رضي الله عنه - مرفوعًا مِثلَه.

أخرَجَهُ العُقيليُّ في "الضُّعَفاء" (٣/ ٢٨٧) في ترجمة "عَمرِو بن عبد الجَبَّار السِّنجَارِيِّ" من طريقه، عن أبي شِهابٍ، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المُسَيَّب، عن أبي هُريرَة.

وقال العُقيليُّ: "عَمرُو بنُ عبد الجَبَّار لا يُتابَع على حدِيثِه".

وذَكَرَ الذَّهَبيُّ في "الميزان" (٣/ ٢٧٢) أن السِّنْجَارِيَّ هذا سَرَقَ هذا الحديثَ من عَمرِو بن عبد الجَبَّار الفُقَيمِيِّ، أو سَرَقَهُ الفُقَيمِيُّ مِنهُ.

وقد قال العُقيليُّ عَقِب الحديث: "هَذَا يُروَى بإسنادٍ مُعَلٍّ".

ولَعلَّه يُشِيرُ إلى حديثِ الفُقَيمِيِّ الذي مرَّ ذِكرُه، أو يَقصِدُ ما ذَكَرَهُ الدَّارَقُطنيُّ في "العِلل" (٢٢٠٧)، ومِن طريقه ابنُ الجوزِيِّ في "الواهيات"ص:350.

 مِن طريق الحَسَن بن عُمارةَ، عن الحَكَم - أو عَديِّ بن ثابتٍ -، عن أبي حازمٍ، عن أبي هُريرَة مرفُوعًا فذَكَرَه.

والحَسَنُ بن عُمارةَ متروكٌ.

وذَكَرَ الدَّارَقُطنِيُّ أن لَيثَ بن أبي سُليمٍ يرويه عن طَلحَة بن مُصَرِّف، عن أبي حازمٍ، عن أبي هُريرَة، قولَه موقُوفًا عليه.

قال الدَّارَقُطنِيُّ: "ولا يَثبُتُ مرفوعًا".

كتاب إسعاف اللبيث،ج:2،ص:350.

Loading...