أخرَجَهُ ابنُ جَريرٍ في "تفسِيره"(١٩٣٨، و ٢٧/ ٧٣)، وفي "التَّاريخ"(١/ ٢٨٦) قال: حدَّثَنا أبو كُريبٍ ..
وأخرَجَهُ الطَّبَرانيُّ في "الكبير"(ج ٢٠/ رقم ٤٢٨) من طريق محُمَّد بن أبي السَّرِيِّ ..
وابنُ عَديٍّ في "الكامل"(٣/ ١٠١١) من طريق زُهير بن عَبَّادٍ ..
وابنُ عساكر في "تاريخه"(٦/ ٢١٢ - ٢١٣) من طريق مُحمَّد بن يُوسفَ، قالوا: ثنا رِشدِينُ بنُ سَعدٍ، حدَّثَني زَبَّانُ بنُ فَائدٍ، عن سهل بن مُعاذ بن أنَسٍ، عن أبيه، قال: كان النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يقول:"أَلا أُخبِرُكُم لِمَ سَمَّى اللهُ إِبرَاهِيمَ خَلِيلَهُ الَّذِي وَفَّى؟ لِأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ كُلَّما أصبح وكُلَّما أمسى:{فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ … حَتَّى يَختِمَ الآية}[الروم: ١٧] ".
تابَعَهُ عبدُ الله بنُ لَهِيعَةَ، ثنا زَبَّانُ بنُ فائدٍ بهذا الإسناد سواء.
أخرَجَه أحمدُ (٣/ ٤٣٩)، ومن طريقه ابنُ عساكر في "تاريخ دمشق"(٦/ ٢١١) قال: حدَّثَنا حَسَنُ بنُ مُوسى الأشيبُ ..
وابنُ أبي حاتمٍ في "تفسيره" - كما في "ابن كثير"(٧/ ٤٤٠) -، والطَّبَرانيُّ في "الكبير"(ج ٢٠/ رقم ٤٢٧)، وفي "الدُّعاء"(٣٢٤) من طريق أَسد بن مُوسَى ..
وابنُ السُّنِّيِّ في "عَمَل اليَوم واللَّيلة"(٧٨)، ومن طريقه الأَصبَهَانيُّ في "التَّرغيب"(١٣١١)، وابنُ عساكر (٦/ ٢١٢) من طريق عُثمان بن سعيد بن كَثيرٍ ..
وابنُ عساكر أيضًا، من طريق النَّضر بن عبد الجَبَّار، قالوا جميعًا: حدَّثَنا ابنُ لَهِيعَة بسَنَده سواء.
وسَنَدُه ضعيفٌ جدًّا؛ وزَبَّانُ - بالزَّاي المُعجَمة، مع تشديد الباء المُوحَّدة - هو ابنُ فائدٍ، وهو مُنكَرُ الحديث. ضعَّفه أحمدُ، وابنُ مَعِينٍ، وغيرُهما. وقال ابنُ حِبَّانَ:"يتفرَّدُ عن سهلِ بن مُعاذٍ بنُسخَةٍ كأَنَّها موضوعةٌ".
وسَهلُ بنُ معاذٍ ضعَّفه ابنُ مَعِينٍ، وقال ابنُ حِبَّانَ:"مُنكَرُ الحديث جدًّا"، ومَشَّاه أبو حاتمٍ.
فلستُ أَدرِي، أَوَقَعَ التَّخليطُ في حديثه مِنهُ أو مِن زبَّان بن فائدٍ؟ فإِن كان مِن أحدِهِمَا، فالأخبارُ التي رواها أحدُهما ساقطةٌ.367.
وبالجُملَة: فالحديث مُنكَرٌ، وقد ضَعَّفه ابنُ جَرِيرٍ لَمَّا رواه، وَوَافَقَهُ ابنُ كثيرٍ على ذلك.
أمَّا الهَيثَمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فقد أَوهَم، فقال في "المَجمَع"(١٠/ ١١٧): "رواه الطَّبَرانِيُّ. وفيه ضُعفاءُ قد وُثِّقُوا".
وكثيرٌ من النَّاس يَغتَرُّ بمثل هذا الحُكم، ويَظُنُّ أنَّهُ تقويةٌ للحديث، وليس كذلك؛ وزبَّانُ بنُ فائدٍ لم يُوثِّقهُ أحدٌ كما قد يَفهم بعضُ النَّاس من كلام الهَيثَمِيُّ، إنَّما قولُهُ:"وُثِّقَ" يُشيرُ إلى ضعف التَّوثيقِ إنْ وَرَدَ، أو إلى تعديلٍ ضِمنيٍّ، وقد قال فيه أبو حاتمٍ:"صالحٌ"، ولكنَّها لا تُغني عنه شيئًا، لاسيَّما في روايته عن سهلِ بن مُعاذٍ.