الحديث الوارد في عُقوبة تارك الصَّلاة، وأَنَّهُ يُعاقَب بخَمس عشرة عقوبةً.
اللفظ / العبارة'
الحديث الوارد في عُقوبة تارك الصَّلاة، وأَنَّهُ يُعاقَب بخَمس عشرة عقوبةً.
متعلق اللفظ
مسائل حديثية
الحكم الشرعي
باطل
القسم
المناهي العملية
Content
سُئلتُ عن: الحديث الوارد في عُقوبة تارك الصَّلاة، وأَنَّهُ يُعاقَب بخَمس عشرة عقوبةً.
• قلتُ: هذا حديثٌ باطلٌ.
أخرَجَهُ ابنُ النَّجَّار - كما في "تنزيه الشَّريعة"(٢/ ١١٣ - ١١٤) -، من حديث أبي هُريرَة مرفُوعًا:"مَن تَهَاوَنَ بِصَلَاتِهِ، عَاقَبَهُ اللهُ بِخَمسَ عشرة خَصلةً: سِتَّةٌ منها في الدُّنيا، وثلاثةٌ منها عند المَوت، وثلاثةٌ منها في قَبرِه، وثلاثةٌ منها تصيبُهُ يوم القِيامة إذا خَرَجَ مِن قبرِهِ. فأَمَّا التي تصيبُهُ في دار الدُّنيا، فأَوَّلهُا: يَرفَعُ اللهُ البَرَكةَ مِن رِزقِهِ، والثَّانِيَةُ: يَنزِعُ اللهُ البَرَكة من عُمُرِه، والثَّالِثَةُ: يَرفَعُ اللهُ سِيمَا الصَّالحِين من وَجهِه، والرَّابِعَةُ: لا حَظَّ لَهُ في دُعاء الصَّالحين، والخامسةُ: كُلُّ عملٍ يَعمَلُه مِن أعمال البِرِّ لا يُؤجَرُ عليه، والسَّادِسَةُ: لَا يَرفَعُ اللهُ دُعاءَهُ إلى السَّماء. وأمَّا التي تُصيبُهُ في قبره، فأَوَّلهُا: يُوَكِّلُ اللهُ به مَلَكًا يُزعِجُهُ في قبره إلى يوم القيامة، والثَّانِيَةُ: تكونُ ظُلمةٌ في قَبرِهِ فلا يُضَاءُ له أبدًا، والثَّالِثَةُ: يُضَيِّقُ اللهُ عليه قَبرَه إلى يوم القيامة. وأمَّا التي تُصِيبُهُ مِنهَا إذا خَرَجَ من قبره، فأَوَّلهُا: يُوَكِّلُ اللهُ به مَلَكًا يَسحَبُهُ على حُرِّ وَجهِهِ في عَرَصَات القيامة، والثَّانِيَة: يُحاسِبُهُ حِسابًا طويلًا، والثَّالِثَةُ: لا يَنظُرُ الله إليه ولا يُزَكِّيه وَلَهُ عذابٌ أليمٌ - ثُمَّ تلا النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: - {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (٥٩) إِلَّا مَنْ تَابَ} [مريم: ٥٩ - ٦٠] ".،ص:445.
ولم تَذكُر هذه الرِّوَايةُ الثَّلاث التي تُصِيبُه عند الموت.
وقد أشار الذَّهبيُّ في "الميزان"(٣/ ٦٥٣)، في ترجمة "مُحمَّد بن علي بن العبَّاس البَغدَادِيِّ العَطَّارِ" إلى أن هذا الحديثَ مُفتَعَلٌ وقد ألصَقَهُ مُحمَّدُ بنُ عليّ بن العبَّاس هذا بالإمام الكبير أبي بكرٍ النَّيسابُورِيِّ، فقال:"رَكَّب عَلَى أبي بكرٍ بن زيادٍ النَّيسَابُورِيِّ حديثًا باطلًا في تارك الصَّلاة"، وزاد ابنُ حَجَرٍ في "اللِّسان"(٥/ ٢٩٥ - ٢٩٦)، قال:"زَعَمَ المذكورُ - يعني: مُحمَّدَ بنَ عليِّ بن العبَّاس -، أن ابن زيادٍ أَخَذَهُ عن الرَّبيع، عن الشَّافِعِيِّ، عن مالكٍ، عن سُمَيٍّ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هُريرَة - رضي الله عنه - رَفَعَهُ: "مَن تَهَاوَنَ بصلاته، عاقبهُ الله بخمس عشرة خَصلةً. . . الحديث"، وهو ظاهرُ البُطلان، من أحاديث الطُّرُقِيَّة" انتهى - يعني: من أحاديث الصُّوفِيَّة، أصحاب الطُّرُق الصُّوفِيَّة -.
ومِثلُ هذا الحديث البَاطل لا يُحتَمَلُ أن يجيء بإسنادٍ نَظِيفٍ كهذا، فأَنَّى يُقبَلُ مِن هذا التَّالِف؟!
وهذا أَحَدُ عَلَامَاتِ وضع الحديث عند العُلماء، أن يُروَى حديثٌ مُنكَرٌ بإسنادٍ نظيفٍ.