أخرَجَهُ البَزَّار (ج ٢/ ق ٢٤٢/ ١)، وأبو نُعيمٍ في "الحِلية"(٦/ ١٧٦) مِن طريق عَبدان بن أحمد، قال: ثنا عبدُ الله بنُ مُعاوية الجُمَحِيُّ، ثنا صالح المُرِّيُّ، عن سعيدٍ الجُرَيرِيِّ، عن أبي عُثمان النَّهدِيِّ، عن أبي هُريرَة مرفوعًا فذَكَرَه.
قال البَزَّارُ:"وهذا الحديث لا نَعلَمُ رواه عن رسُول الله - صلى الله عليه وسلم - إلَّا أبو هُريرة، ولا نَعلَمُ له طريقًا غيرَ هذا الطَّريق، ولا رواه عن الجُرَيرِيِّ إلا صالحٌ المُرِّيُّ. وصالحٌ كان أحدَ العُبَّاد المجتهدين، وأحسِبُ أن عبادته كانت تَشغَلُه عن تَحَفُّظِ الحديث".
وقال أبو نُعيمٍ:"غريبٌ من حديثٌ سعيدٍ، وصالحٍ. لم نَكتُبهُ إلَّا مِن حديث عبد الله بن مُعاوية الجُمَحِيِّ".
• قلتُ: قلتُ: وصالحٌ المُرِّيُّ اتَّفَق سائرُ النُّقَّاد على تضعيفه، بل تَرَكَهُ،ص:3.
بعضُهم، كالنَّسائيِّ وابنِ حِبَّان، وضَعَّفَه جِدًّا آخرُون، كابن المَدِينِيِّ والبُخَارِيِّ، وصرح ابنُ حِبَّان أن ابنَ مَعِينٍ كان شديد الحَملِ عليه. وقد مشَّاه ابنُ مَعِينٍ في رِوايةٍ، فكأنَّهُ قَصَدَ صِدقَه. ووَثَّقَه يَعقوبُ الفَسَوِيُّ، وهو توثيقٌ مردُودٌ، أو أنَّهُ قَصدَ عدالتَه.
وعِلَّةٌ أُخرَى، وهي اختلاطُ سعيدٍ الجُرَيرِيِّ، والقاعدةُ عند المُحَدِّثين، أنَّهُم يتَوَقَّفُون في قَبُول حديثٌ من اختَلَط، حتَّى يَقِفُوا على روايةِ مَن رَوَى عنه قبل الاختلاط، وهذا لم يتحَقَّق في هذا الحديث.